أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» حوار “الجامعات” الوطنى!

لحظة مجيدة تشوقنا إليها كثيرا بفتح أبواب الزنازين أمام المعتقلين على ذمة قضايا الحبس الاحتياطى، وإطفاء نيران الألم والحسرة فى قلوب الآلاف من الأسر المصرية .. وأعقبتها مبادرة الرئاسة لإطلاق الحوار الوطنى الشامل بين التيارات السياسية للوقوف على أرضية مشتركة وتذويب الخلافات وعلاج انسداد شرايين الحياة السياسية بـ “قنوات شرعية” جديدة قائمة على المصالحة والمكاشفة وبعيدا عن الشطط أو التخوين المتبادل!.

واتسع صدر السلطة الآن لأفكار الشباب وبعض الشخصيات العامة، التى كانت حبيسة القضبان والأذهان، وتبحث عن التحرر لعلها تفيد فى مرحلة البناء وتعظيم موارد “الجمهورية الجديدة” .. وكعادتها التاريخية وسحرها السياحى، تقف مدينة شرم الشيخ فى شرف استقبال جلسات الحوار الوطنى المرتقبة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى لكتابة صفحة جديدة ومضيئة مع أبنائه، وبقدر أهمية هذا الحدث التاريخى الضخم وضروراته لاستكمال مشوار الإصلاح الاقتصادى مُحصَّنا بغطاء فولاذى من المناخ السياسى السليم، بقدر ما أن المكان الأكثر ملاءمة لاحتضان هذه الجلسات هو جامعاتنا فى كل ربوع المحافظات والأقاليم .. وتلك هى الدعوة التى لابد من تسليط الضوء عليها إعلاميا ليشارك ملايين الشباب داخل الحرم الجامعى ومن مختلف الكليات الحكومية والخاصة فى فعاليات هذا الحوار المفتوح .. والقضية تحتاج إلى تنمية مدارك وعقول الجيل الجديد وتأهيله سياسيا وثقافيا ليُسند إليه دور حقيقى ومحورى فى ممارسة الحقوق السياسية والديمقراطية، وقد يؤدى الحوار الوطنى خلف أسوار الجامعة إلى الإعلان عن تشكيل أحزاب ذات برامج وأجندات منظمة ومسئولة وواضحة المعالم والأهداف .. ويمتلك أى شاب أو شابة حرية الانضمام إلى أى فصيل سياسى شريطة الالتزام بخطوط “الأمن القومى” وقواعد الدستور دون تجاوز أو ولاءات خارج حدود القانون .. ولنا أن نتخيل جموع الطلبة التى يمكن أن تتهافت على التجربة المخلصة بـ “إشارة خضراء” من الرئيس الأب لينخرط الأولاد فى العمل العام، ويحشدوا طاقات الإنتاج والإبداع لخدمة أحلامهم وآمال مجتمعهم “المُختنِق” وآن له أن يتخلص من البخار المكتوم قبل الانفجار!.

قد تكون شرم الشيخ بداية اللقاء ويوم الافتتاح، ولكن باقى الفصول الغنية بالتفاصيل والجلسات الساخنة أتصور أنها ستكتسب قوة أكبر وحركة ونتائج أسرع إذا ما جرت أحداثها على “المسرح الجامعى”، وقرر النظام السياسى بوعيه الناضج ورؤيته الأكثر شمولا أن يكون أبطال القصة من الألف إلى الياء من شباب مصر داخل مدرجاتهم ومعاملهم، وصولا إلى دورات تدريبية صيفية بعد فترة الدراسة مهمتها تشكيل “نواة” من خيرة العناصر والكوادر تستعين بها الدولة فى معركة “تصويب المسار” وتجفيف منابع الفقر والتطرف والجهل بذكاء وشرف .. وبُعد نظر!.

– .. وبعد فتح “زنزانة” الحرية السياسية، تحين لحظة فتح نوافذ وأبواب الجامعة المصرية لتخريج أهم وأعظم “دُفعات” فى تاريخها!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع».. «ملف سرى» .. و«وشاح» القضاء الفاخر!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» أنا منتحر .. إذن فأنا منتحر!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» إنهم حقا «سند الخير»!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى