أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» جريمة ثقافية” بامتياز!

برامج الثقافة وتنوير العقل عملة نادرة، وتبحث عنها العين فى شغف ورغبة عارمة وسط “نفايات” الفضائيات .. والغرض من أى وجبة ثقافية هو غذاء الروح والحصول على المعلومة من “مخزون” الخبرة الذى يمتلكه ضيوف التحليل والنقد الموضوعى والقراءة العميقة لتاريخ الرواد .. وتجربة “فن المسرح” على القناة الثقافية تنتمى بامتياز لهذه الفئة من البرامج التى تفتح آفاقا جديدة للرؤى المسرحية وتعيد التأمل فى كنوز الماضى وربطها بالحاضر وتتنبأ بالمستقبل، ولكنها فجأة باتت خارج خريطة ماسبيرو لغرض فى نفس يعقوب!.

ولم يجد الإعلامى المثقف عبد الحميد السيد وفريق الإعداد والإخراج الرائع من وراء الكاميرا سوى “حملة توقيعات” على مواقع التواصل الاجتماعى لإثارة القضية، وتفجير أسباب ودوافع هذا الاضطهاد، لاستبدال “فن المسرح” بـ “فن المحاكاة” .. كما لو أن “لُب” التغيير يكمن فى الكلمة الثانية، وبما يكفى لحذف برنامج راسخ وثابت القدمين منذ سنوات من أجل تجربة جديدة اختزلت قيمة كبرى كـ “الفن” فى مفهوم “المحاكاة” .. فالتقليد ما هو إلا نظرية مسرحية منذ عصر أفلاطون وأرسطو، وجرى تطويرها إلى نظريات وقوالب فنية أخرى على مر الأجيال لتتشكل “بانوراما” أبو الفنون على مدارس ومناهج أكثر ارتقاءً وخيالا وإبداعاً!.

ولاتعدو نظرية المحاكاة إلا فقرة فى برنامج متنوع الفقرات، بينما فكرة “فن المسرح” الأصلية قائمة على ثراء الموضوع، واختلاف القضايا الفنية وتعدد صور وأشكال “العلبة الفارغة” سواء فى مصر أو على مستوى العالم أجمع .. وكثيرا ما اتسمت حلقات البرنامج “المحذوف” بخصوبة النقاش والدعوة المفتوحة لنقد الأعمال المسرحية وقراءتها بدقة وأسس علمية .. فلماذا التضحية بنجاح مضمون و”جوهرة” ثقافية ممتعة فى مكتبة أكثر قناة ترعى الوجدان وتحمى العقول من براثن التخلف والجهل ومخططات “طمس الوعى”؟!!

قد نُفسح الطريق لتجارب جديدة بشرط امتلاكها أدوات أكثر قوة وعمقا، وليس فوق “جثث” برامج حققت رصيدا شعبيا واكتسبت مساحة انتشار بجهود ودأب ومهارة أبنائها مثلما اجتهد فرسان “فن المسرح” .. وأبسط حقوقهم المشروعة أن تفخر قيادات القناة، بل وماسبيرو ذاتها، بما صنعوه وحفروه من سمعة ذهبية وبصمة ثقافية مُشرِّفة .. والمنتظر مزيد من الحوافز والتقدير ماديا وأدبيا، لاستكمال المشوار والحفاظ على المستوى وارتفاع منحنى الأداء .. لا التنكيل ونسف ما تم الإخلاص له على مدار سنين بين البث المباشر وتسجيل الحلقات لتخرج بالصورة المُثلى وتضع “القناة الثقافية” فى مكانة مرموقة ومحفوظة ضمن المنظومة الإعلامية!.

– أراها جريمة ثقافية نرفض أن يتورط فيها قيادات نتوسم بها الذكاء وحُسن الإدارة والاختيار .. وتجاهلها أو التغطية على أحداثها يفتح الباب على مصراعيه لـ “مذابح” مشابهة تسفك دماء “الطموح والعمل الجاد”!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» حوار “الجامعات” الوطنى!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع».. «ملف سرى» .. و«وشاح» القضاء الفاخر!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» أنا منتحر .. إذن فأنا منتحر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى