شريف سمير يكتب لـ«الموقع» التاجر العائد إلى البيت الأبيض!
توقعت بالمللي فوز الملياردير المخضرم دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة .. وكنت على يقين بأن التاجر الشاطر سيعود إلى البيت الأبيض فوق جواد الاقتصاد بعد أن طردته أعاصير السياسة من السلطة في 2020 .. وإحقاقا للحق أعجبت بهذه الشخصية العنيدة المثابرة على هدفها ولاتعرف طريق اليأس أو تستسلم للفشل .. ولأول مرة يخرج رئيس أمريكي ذليلا ثم يعود منتصرا منتشيا إلى مقعده المريح .. ونموذج كهذا يحتاج إلى أسلوب مختلف ودقيق في التعامل معه والتفاهم بشأن أجندته وبرنامجه السياسي .. فهو يؤمن بمنطق الخدمات المتبادلة .. ولايقتنع إلا بلغة المصالح وقوة المال .. وعلى استعداد للتضحية بأى مبدأ أو قيمة في سبيل عقيدة المنفعة والفوز بأى غنيمة من أي شريك أو حليف أو عدو لدود!.
عاد ترامب لينتقم من كل خصومه ومن سخروا منه .. وإذا كانت أبرز وعوده الانتخابية هي وقف مسلسل الحروب في أوروبا والشرق الأوسط وتسوية الكثير من النزاعات .. فلكل شئ مقابل وكل صفقة سياسية لها ثمنها الباهظ وسعرها الخاص .. ولاننسى أنه في ولايته السابقة جمع أكثر من 640 مليار دولار في جولة واحدة إلى الأشقاء العرب في الخليج أثناء فرض الحصار على قطر .. وهو أول رئيس أمريكي يجدد وعد بلفور الشهير “منح ما لايملك لمن لايستحق” عندما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بها عاصمة أبدية لإسرائيل .. بل وأيضا هو من لوح بتمزيق ورقة الاتفاق النووي الإيراني ليلقي بأحلام الفرس في الهواء مع أوراق الشجر!.
الغافل من يتجاهل تاريخ ترامب القصير في السلطة وعلى الرغم من ذلك حقق إنجازات خرافية للمواطن الأمريكي استغرق أسلافه في الوصول إليها أشواطا طويلة وفترات رئاسية متعاقبة .. والحكمة السياسية تقتضي دراسة متعمقة لأبعاد شخصية “سمسار العقارات” القديم بكل تفاصيلها ومفارقاتها .. فنحن أمام رئيس يدير المكتب البيضاوي ببطاقات “المائدة الخضراء”، ويحمل فى جوارب الحواة أوراق كل لعبة وكروت ضغط و”قداحات” إشعال حرائق في أي منطقة أو بؤرة في هذا العالم طالما لاتلبي رغبات وتعليمات “الكاوبوي” الكبير .. وهاهي مصر المحروسة تسير بخطى ثابتة وواثقة في أراضي الاستثمارات والمشروعات العملاقة وفي كل الاتجاهات بما يخدم مصالحها وأهداف التنمية المستدامة، فكيف تفتح الجمهورية الجديدة القوس للتاجر العائد إلى الأضواء وتستغل وجوده ونشوته قبل أن يسعى الآخرون إلى استقطابه وشراء رضاه والإقبال على عروضه في موسم “الحصاد الأحمر”؟! .. والأذكياء هم من يتقنون السباق مع الزمن .. والفرص!.