أثار فيلم “أصحاب ولا أعز” الذي أدت بطولته منى زكي رفقة إياد نصار جدلا واسعا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب أن قصته تروج للمثلية الجنسية في المجتمعات العربية، ما تسبب في غضب متابعي منصات التواصل الاجتماعي بسبب محاولة نشر الفكرة بين العرب، وتقبلها كما يحدث في الغرب.
اعتادت نتفلكس التي انتشرت بشكل كبير بين فئات عدة في المجتمعات العربية على “دس” السم في العسل، وتقديم فكرة المثلية الجنسية على وجه الخصوص إلى الشباب على أنها مستساغة بين أركان الأسرة في بلادنا، وتصوير أصحابها على أنهم معدمي الحقوق ويتعرضون لأزمات عديدة.
رغم انتقاد الكثيرين للفيلم، إلا أنه هناك عدد كبير ممن تضامنوا مع رسالته، وكان على رأسهم المنتج تامر حبيب، والناقد طارق الشناوي، حيث كتب تامر حبيب على صفحته بالفيسبوك “يا سادة يا كرام، من حقك تشوف فيلم وتحبه، ومن حقك تشوف فيلم وماتحبوش، ومن حق صناع الأفلام أن يكون عندهم مطلق الحرية في تقديم أي أفكار هما مختارين يقدموها”.
وتابع في منشوره على مواقع التواصل الاجتماعي “القضية ليست (خناقة) لا من حق الفنان أو المتلقي أن يعين نفسه لتقييم مدى تأثير الأعمال على قيم المجتمع، رافضا أن يتم الحكم على صناع الفيلم بالسب والإهانة، لأن الفنانين الذي يتم إهانته قد يكون افضل ممن ممن يتحدثون عنه”.
نرشح لك : لماذا تحاول “نتفليكس” الترويج للشذوذ الجنسي في المجتمعات العربية؟.. “الموقع” يجيب
بينما قال الناقد الفني، طارق الشناوي، على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي “ومع الاسف لا يزال البعض منا يتعامل مع العمل الفني والشخصية الدرامية باعتبارهما وجه آخر للفنان محطما الخط الوهمي الفاصل بينهما أتحدث عن فيلم أصحاب ولا أعز المعروض على نتفلكس”.
وتابع “والذي أثار عاصفة من الانتقادات لأن منى زكي تشارك في البطولة واسمها بتصدر التترات مني تقدم شخصية زوجة مصرية تعيش في لبنان وتحتسي الخمر وتناقش زوجها إياد نصار وآخرين في قضية الخيانة الزوجية والمثلية الجنسية وبالمناسبة هي ترفضها تماما ورغم ذلك لم تتوقف السهام على النيل منها”.
وأضاف “ملحوظة الفيلم معروض فقط لمن هم فوق 16 عاما وبه تحذير مباشر انه يتضمن الفاظا نابية اي انك حر مرتين الاولي هي ان تشترك في المنصة المشفرة مقابل اجر والثانية الا تشاهد العمل الفني حتى لو. تجاوزت 16 عاما اين هي المشكلة اذن؟”.
رد أحد متابعي طارق الشناوي عليه قائلا “لما لا نعرض الأفلام الاباحية أيضا ومكتب عليها أنها لمن هم فوق الـ16 عام، مؤكدا أنه لم يشاهد الفيلم لكنه يحكم على المبدأ نفسه”.
ألفاظ إباحية
تعرضت الفنانة منى زكي لانتقاد لاذع من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد ساعات من عرض فيلمها حيث تم اتهامها بالترويج للمثلية الجنسية، وظهورها بجرأة غير معهودة عليها، كما أثارت الفنانة منى زكي غضب عدد كبير من متابعيها بسبب تلفظها بألفاظ وصفها الجمهور بـ”الإباحية”.
وتعليقا على ذلك، قال استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال محمد إن المثلية الجنسية كانت اضطراب نفسي إلى أن تم منع تداول ذلك المصطلح معها، وأكد أطباء من النرويج في التسعينات أنها مجرد اضطراب عضوي، وتم تعميم نظريتهم دون حتى مراجعة دقيقة.
وتابع في حديثه لـ”الموقع” أن بعض العلماء أيضا حاولوا أن يجعلوا من مرض اشتهاء الأطفال “البيدوفيليا” مجرد اضطراب عضوي، لكن لم يوافق أغلب حضور تلك الجلسة على حديثهم وتم رفض الأمر بشكل قاطع.
وأضاف “المنصات الإلكترونية أصبحت تحاول دس السم في العسل عن طريق افلام الكرتون وغيرها من الطرق التي يتمكنوا من خلالها للوصول إلى الجيل الجديد، خاصة بعد لجوء أغلب الناس إلي تلك المنصات في فترة كورونا والاعتماد عليه في انتقاء المحتوى الترفيهي”.
وعن تحريض تلك الأفلام على الرزيلة، قال استشاري الطب النفسي إنه لن يصح إلا الصحيح وكون الشذوذ الجنسي عبارة عن اضطرابات سلوكية ولا يمكن إعطاؤها الحق في الممارسة، لا فرق بين تلك الأفلام وبين الأفلام التي تحرص على العنف، لكن ذلك يحرض على الرزيلة، في وقت يجب علينا بناء الإنسان على أسس قوية علمية وغيرها.
وعن إعلان المنصة عن أن الفيلم لمن هم فوق الـ16 عام يويد من فضول المشاهد، خاصة الشباب الذين لديهم من الفضول ما يكفي لتصفح تلك الأفلام، دون رادع بسبب صغر السن، متسائلا “مالذي تحاول تلك الأفلام أن توصله للشباب، الرزيلة والألفاظ الإباحية”.
الأزهر يحذر
وكان قد حذر الأزهر عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر تحذيرا من “المواد الإعلاميَّة التي تستهدف تطبيع الشذوذ الجنسي”، وأكد الأزهر على أن “الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرَة، وانحلالٌ أخلاقي بغيض، ومخالفةٌ لتعاليم الأديان، وانتكاسٌ للفِطرة الإنسانية السَّوية، وإمعَانٌ في الماديِّةِ وتقديسِ الأهواء”، حسب قوله.
ويعتبر فيلم “أصحاب ولا أعز” مأخوذ عن الفيلم الإيطالي “Perfect Strange” وتتضمن قصته حكاية 7 أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة، فيضع كل منهم هاتفه على طاولة العشاء، بشرط أن تكون كل الرسائل أو المكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع.
لكن سرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى جلسة من الفضائح التي لم يكن يعرف عنها أحد بمن فيهم أقرب الأصدقاء، فمنهم من هم من يعاني من الشذوذ الجنسي وغيرها من الممارسات التي لم يكن يعلم عنها أصدقائه شيئا.