الموقعخارجي

خبراء لـ «الموقع»: خسائر كارثية جراء تطور التصعيد الصيني الأمريكي بشأن تايوان

كتبت _أسماء مدحت:

حالة من التوتر والقلق الشديدين في العالم بعد زيارة نانسي بيولوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى العاصمة التايوانية رغم التحذيرات الصينية من هذه الزيارة. وذلك بسبب احتمال تطور التوتر إلى نشوب حرب جديدة طرفيها الصين وتايوان ذات تداعيات سياسية وأمنية واقتصادية عالمية على غرار الحرب الروسية الأوكرانية.

يرى عمرو عبد العاطي، المتخصص في الشؤون الأمريكية، أن الصين سوف يكون لديها إجراء عنيف تجاه الخطوة التي اتخذتها نانسي بيولوسي لزيارة تايوان على الرغم من التحذيرات الصينية.

وأضاف في تصريحات خاصة لموقع “الموقع”: ” أن هناك توترا في العلاقات الأمريكية والصينية على الرغم من وجود علاقات قوية واستراتيجية ومصالح اقتصاديه متبادلة تربط الصين بالولايات المتحدة، كما أن التوتر بدأ يزداد بينهما خاصًة منذ ظل حكمي إدارتي ترامب وبايدن.

وحول سبب توتر العلاقة أوضح “عبدالعاطي” أن إدارة بايدن بدأت تتخذ جزءا كبيرا من الإجراءات وتنظر إلى الصين على أنها تتحدى النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وتتخذ عددا من الخطوات التي تنظر إليها الولايات المتحدة على أنها خطوات تصعيدية وتفعل إعادة هيكلة في النظام الدولي.

وتابع “كذلك الصين بدأت في الفترة الأخيرة توجه عددا من التحديات والتهديدات للولايات المتحدة الأمريكية بعدما بدأت أمريكا في تحدي الصين ببحر الصين الجنوبي الذي تعتبره بكين أنه جزء من نفوذها، كما أن الصين بدأت تنظر لهذه التهديدات التي توجهها للولايات المتحدة والتحالفات التي شكلتها على أنها تهديدات صريحة.

وأشار إلى أن الصين تري أنه في حالة عدم اتخاذها أي إجراء فعلي تجاه هذه الزيارة سوف تزداد المطالب الأمريكية والتأييد الأمريكي في تايوان، لافتًا أن إلى أن البعض يربطها بإخفاقات السياسة الأمريكية في التعامل مع الأزمة الأوكرانية.

واستكمل: “على الرغم من أنه يوجد دعم من الولايات المتحدة الأمريكية في أوكرانيا إلا أن روسيا ما زالت تمثل تهديدا للولايات المتحدة الأمريكية وهناك صمود روسي، وهذا الصمود يعطي للصين جزء من الحركة والقدرة على تحدي القوة الأمريكية؛ لأن القوة الأمريكية أصبحت غير رادعة للقوى الكبرى مثل: روسيا والصين خاصة بعد مرور ستة أشهر على الأزمة، وهذا يعطي للصين الحق في أن يكون لها موقف قوي حتى لا يحدث ذلك مره أخرى.

وفي هذا السياق، علق الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الاقتصاديات الناشئة، قائلًا “بصفة عامة العالم يتجه صوب الاقتصاد متعدد الأقطاب، وما يحدث في العالم ما هو إلا خطوات ناحية تفعيل تلك النظرية والقطب الأول هو القطب الرأسمالي والقطب الثاني هو مجموعة البريكس وتعاون شنغهاي أما القطب الثالث هو قطب دول عدم الانحياز الاقتصادي”.

وفيما يتعلق بأثر انتشار النزاعات الحربية في مناطق متفرقة في العالم خاصة الصين وأمريكا قال إنه يصيب الاقتصاد بالشلل بقدر ما يعتمد على الدول طرف النزاع ويظل الأمر كذلك حتى يستقيم الأمر ثانية ويعود التوازن مرة أخرى.

أما فيما يتعلق بمصر قال “طه” إن مصر تعتمد على عدة أمور وكلما حدث فيها خلل يصيب الاقتصاد المصري أمرا بقدر ما يحدث بشأنها عالميًا ومنها الدولار كمؤشر وسعر فائدة، والاستثمار الأجنبي، والدول المصدرة لمصر.

وتابع “يقال إن في المحنة منحة ومنحة مصر في الأزمة الإقتصادية العالمية أن تتجه صوب نفسها وتعتمد على قدراتها الصناعية وتزيد منها وتزيد من الرقعة الزراعية والكثير من الأمور”.

بينما علق الدكتور عبد النبي عبدالمطلب، الخبير الاقتصادي، على احتمالية حدوث حرب بين الصين وأمريكا قائلًا: “في البداية يجب التأكيد على صعوبة قيام حرب بين أمريكا والصين”.

وتابع “صحيح أنه قد يكون هناك تصعيد، أو حتى تدمير طائرة هنا أو سفينة هناك، أو إطلاق صاروخ، لكن نشوء حرب بمعنى كلمة حرب فهذا الأمر يصعب جدًا، ومع ذلك لو حدثت مثل هذه الحرب فسوف يدخل العالم في مرحلة من الخراب لا يمكن لأحد أن يتوقع خسائره، فقد تصل هذه الخسائر إلى عدة تريليونات من الدولارات”.

واختتم حديثه قائلًا: «لا أعتقد أن التصعيد العسكري سيستمر، وأقصى ما يمكن حدوثه هو شكوى ضد أمريكا في الجمعية العامة للأمم المتحدة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى