الموقعخارجي

حلقة نقاشية بعنوان “آفاق التعاون المصري – الكازاخي”

نظم مركز التحرير للدراسات والبحوث، اليوم الأربعاء، حلقة نقاشية بعنوان “كازاخستان نحو جمهورية عادلة.. آفاق التعاون المصري – الكازاخي”، وذلك بمشاركة عدد من ممثلي البرلمان والكتاب الصحفيين والخبراء والباحثين في مجالات العلاقات الدولية والشئون الأسيوية والاقتصاد الدولي.

وناقش اللقاء الذي عقد بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، الإصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية التي يقودها رئيس كازاخستان قاسم جومارت توقايف، وكذا الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في يوم 20 نوفمبر، إيذانا بالانطلاق نحو جمهورية جديدة عادلة، والطفرة الكبيرة التي يتميز به التعاون المصري – الكازاخي في مختلف المجالات.

وفي بداية الحلقة النقاشية، أكد عماد الأزرق رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث، على أهمية الفعالية في تناول الإصلاحات السياسية والاقتصادية لكازاخية والانتخابات الرئاسية المبكرة المرتقبة، في التعرف عن قرب عن التطور الكبير الذي تمر به جمهورية كازاخستان في سبيلها نحو جمهورية عادلة جديدة، وبما يصب ذلك في صالح توطيد العلاقات المصرية الكازاخية، وتعزيز التعاون المتبادل فيما بينهما في كافة المجالات، والتوصل إلى فهم مشترك للموضوعات ذات الاهتمام.

كما استعرض الأزرق التمازج الحضاري والشعبي بين مصر وكازاخستان والذي يرجع لنحو 800 عام وتطوره، وتدعيم ذلك لرغبة القيادتين والشعبين لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بالتبادل التجاري، وتوطين الصناعة، والسياحة وغيرها.

وتناول النائب الدكتور محمود بكري عضو مجلس الشيوخ، رئيس مجلس إدارة رئيس تحرير صحيفة “الأسبوع”، في كلمته، آفاق التعاون المشترك، مؤكدا أن دولة كازاخستان من الدول الهامة المنتجة والمصدرة لمحصول القمح في العالم، ويبلغ إنتاجها من القمح حوالى 15 مليون طن سنويًا، وتحتل بهم المراتب الأولى بين الدول المنتجة لهذا المحصول في العالم، وتقوم بالتصدير لأكثر من 70 دولة، في أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهذا ما يمثل فرصة كبيرة في حالة الاتفاق على توريد هذا القمح إلى مصر، لجودته العالية، والعلاقات الطيبة بين البلدين، فضلا عن اهتمام كازخستان بمصر كمقصد سياحي كبير، نظراً لما تتمتع به من حضارة عظيمة ومناخ معتدل.

وأوضح بكري، أنه يمكن لكازخستان الاستفادة من مصر في ملف تجارة الترانزيت، من خلال التكامل بين مشروع «الطريق المضيء» الذى أطلقه الرئيس الكازاخي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبين مشروع التنمية في منطقة قناة السويس وذلك في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد الذي يدعمه البلدان ويساهمان فيه، مشيرا إلى أن ذلك يظهر ضرورة البحث عن سبل تعظيم الاستفادة من الامكانات والمقومات الاقتصادية الكبيرة وتوافر الموارد الطبيعية بالبلدين في تعزيز التعاون والتكامل الصناعي المشترك وكذا الاستفادة من الخبرات الصناعية الكازاخية في تطوير الصناعة الوطنية.

وأكد الكاتب الصحفي عصام كامل رئيس تحرير صحيفة “فيتو”، تأثير الموقع الجغرافي والأهمية الجيوبولتيكية لكازاخستان، وعلاقاتها الإقليمية والدولية ودورها في اتجاه القيادة السياسية الكازاخية لإجراء حزمة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والدستورية استهدفت تقليص صلاحيات رئيس جمهورية كازاخستان لصالح السلطات والأجهزة والمؤسسات الوطنية الأخرى.

وانتقلت الحلقة النقاشية التي أدارها الدكتور أحمد السعيد رئيس مجموعة بيت الحكمة للثقافة، لبحث توجه كازاخستان نحو جمهورية عادلة، من خلال محورين أساسيين وهما السياسي والاقتصادي.

ففي المحور السياسي، أكد الدكتور أحمد عبده طرابيك الباحث في شئون آسيا الوسطى، على أهمية الانتخابات المبكرة والإصلاحات السياسية في كازاخستان والتي من شأنها أن تؤدي إلى إعادة ضبط جذري للنظام السياسي بأكمله، بما يساهم في مواصلة التركيز على حل المهام طويلة الأجل لضمان النمو الاقتصادي المستدام وتحسين رفاهية وجودة حياة المواطنين، كما ستحقق التقدم الاجتماعي والاقتصادي.

واستعرض طرابيك أهم المتنافسين في هذه الانتخابات وأهميتها، والتطور التاريخي والساسي ودوافع الرئيس توقاييف لإجراءات الإصلاحات والانتخابات المبكرة، كما تناول أهم الاصلاحيات السياسية والدستورية التي تم إدخالها مؤخرا وتأثيرها وانعكاساتها على مجمل الأوضاع في كازاخستان.

فيما قدمت الباحثة هيام القزاز الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية، ورقية بحثية بعنوان “الانتخابات الكازاخية المبكرة: هل تدفع لأن تكون كازخستان نموذجًا إصلاحيًا يُقتدى به في آسيا الوسطى؟”، تناولت عدد من المحاور تتمثل في، الظروف التي دفعت الرئيس الكازاخي إلى التفكير نحو التغيير، أبرز التعديلات الدستورية التي أقرها توكاييف وأسبابها، وتأثير التعديلات الدستورية والانتخابات المبكرة في كازخستان على إصلاح النظام السياسي، والتأثير الإقليمي لهذه الإصلاحات.

ثم انتقلت الحلقة النقاشية إلى المحور الاقتصادي، وفي ورقة بحثية بعنوان، “الإصلاحات السياسية والنمو الاقتصادي المستدام في كازاخستان”، قدمت الدكتورة خديجة عرفة مدير إدارة القضايا الاستراتيجية. مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، استعراضا للاقتصاد الكازاخستاني، وتأثيرات الأزمة الروسية – الأوكرانية على الاقتصاد الكازاخي، وتاريخ الانتخابات والإصلاحات السياسية في كازاخستان، وانعكاس ذلك على مستقبل الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.

كما قدم الدكتور عادل مهني أستاذ الاقتصاد الدولي بالجامعة الفرنسية، ورقة بحثية بعنوان “الإصلاحات الهيكلية لبناء كازاخستان 2050.. دولة الرفاهية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية”،  تناول فيها أهم الاختلالات الهيكلية وابرز نقاط الضعف التي يعاني منها الاقتصاد الكازاخي، وسبل معالجتها، والجهود والإصلاحات التي يقودها الرئيس توقاييف للحد من هذه الاختلالات ومدى قدرة هذه الإصلاحات على تحقيق هذا الهدف.

بدوره، تحدث الدكتور كريم العمدة الخبير الاقتصادي عن ” دور الانتخابات والاصلاحات السياسية في ضمان النمو الاقتصادي المستدام بجمهورية كازاخستان”، تطرق فيها إلى أهم المؤشرات الاقتصادية في كازاخستان، وامكانياتها وقدراتها في البنية التحتية والعلمية، وكفاءة العنصر البشري هناك.

فيما استعرض الدكتور وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، الإمكانيات والقدرات الكازاخية الهائلة الاقتصادية والتعدينية والزراعية والبشرية وغيرها، وجهود كازاخستان لاستغلال هذه الإمكانيات والقدرات، وتأثير ذلك على الأوضاع الاقتصادية والتنمية، وانعكاسه على مجمل الأوضاع السياسية والاجتماعية في كازاخستان.

وتأتي الحلقة النقاشية التي نظمها مركز التحرير للدراسات والبحوث، تحت عنوان “كازاخستان نحو جمهورية عادلة.. آفاق التعاون المصري – الكازاخي”، في اطار اهتمام المركز الحثيث بالشؤون الأسيوية لا سيما فيما يتعلق بأسيا الوسطى وجنوب شرق اسيا، وسعى المركز لتحقيق المزيد من الفهم والمعرفة عن قرب بهذه المنطقة بالغة الأهمية والتي أصبحت تدخل في سياق المجال الحيوي لمصر، نظرا لزيادة التعاون المتزايد والمتنامي بين مصر ودول المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى