أراء ومقالاتالموقع

حسن القباني يكتب لـ«الموقع» مواجهة العواصف الأسرية

التقلبات الأسرية والعائلية كالمناخية والجوية ، تحتاج إلى الوعي بقواعد السلامة والأمان، من أجل مرور الأوقات الصعبة المليئة بالاضطراب على خير حال، سواء كان الطقس عاصفا مليئا بالأتربة والبرق والرعد أو كان الجو العائلي عاصفا مليئا بالغضب والخلاف والشقاق.

إن الخلافات الأسرية المحملة بالغضب والشحناء، كالعواصف الرملية والترابية ، حاجبة للرؤية، لا تمنح العقل أي فرصة لابصار كل جوانب الأمور، وتسهل تصادم القلوب في أي لحظة، وتترك ذكريات سلبية، تجرف كل ذكرى جميلة في طريقها بلا رحمة، وهو ما فهمه بدقة الكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع فقال : “إن أخلاق البشر الحقيقية هي أخلاقهم التي تتبدى عند الخلاف والنزاع والخصام ، وليست تلك التى نتعامل معها فى أيام الصفاء والوئام”.

إن تلك الأوقات الصعبة تحتاج إلى هدوء وابتعاد مؤقت، وعدم أخذ أي قرار تحت سطوتها، والتمسك بمسافات أمان وانتظار مكان أو وقت أفضل في جو مناسب للحوار البناء، مع التمسك بالفضل والرحمة وترك أثر طيب يرفق بذاكرة أفراد الأزمة.

وإن تراكم الأزمات العائلية الناتج عن عدم الصلح والإصلاح ، يؤدي إلى ما أسميه “الاحتباس الأسري” وهو قريب من مفهوم “الاحتباس الحراري”، وفيه تزداد سخونة النقاشات وشدة رياح الشقاق، ما يؤدي إلى رفع درجة حرارة البيوت وزيادة العواصف الكاسرة للقلوب، واقتلاع أشجار المودة والرحمة وحرائق عدة تحرق الحب والذكريات اللطيفة، وتهدم البيت بما حمل.

إن استمرار الغليان (الضغوط – التراكمات ) دون انتباه ( رعاية – اهتمام – تقدير – وقوف ومساندة .. الخ ) سيؤدي إلى الفوران المفاجيء (الصدام – الشقاق -الغضب -الخصام- الافتراق، الخ)، ما يتطلب زيادة مساحات التنفس (عدم فرض الوصاية – الحوار البناء – النقاش الإيجابي – الابتعاد الإيجابي – الإيمان بقيمة الخصوصية) وعدم الطبق على النفس (الالتصاق – التفتيش في الضمائر والمواقف ).

إن مواجهة تغير المناخ في الأسرة، بات من الأهمية بمكان ، عبر تعلم مهارات الحوار البناء وإدارة المشاعر في البيوت ودوائر العلاقات في المجتمعات، في ظلال من سعي حكيم يعي بصدق بأن المودة والرحمة هما رمانة الميزان في البيوت وبين العائلات، وجناحا العلاقات والمعاملات.

اقرأ ايضا للكاتب…

حسن القباني يكتب لـ«الموقع» القلوب لا تغلق أبوابها فجأة

حسن القباني يكتب لـ«الموقع» للقلوب مواعيد لا تقبل التأخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى