أراء ومقالاتالموقع

جورج أنسي يكتب لـ«الموقع» تذاكر المترو والمبررات المذهلة!

انظر دائمًا بعين الاعجاب الى منظومة السكك الحديدية بصفة عامة والمترو بصفة خاصة، فى أى بقعة من كوكبنا، باعتبارها الوسيلة الاسرع والانظف والآمن و الارخص، بالنسبة للطبقتين الوسطى والفقيرة على مستوى دول العالم الأول والثانى والثالث.

ومن هنا ، كان مشروع مترو الانفاق بالقاهرة الكبرى -والذى انطلق فى اوائل الثمانينيات من القرن الماضى- أحد أهم الخدمات التى قدمتها الدولة المصرية لسكان العاصمة العريقة وزوارها ، حيث ضاهى فى عظمته أنظمة مترو قديمة فى أعتى العواصم الاوروبية.

واذا كنت لا اندهش من تكرار الرفع المستمر -خلال الفترة السابقة- لأسعار تذاكر مترو انفاق القاهرة الناتج عن التوسع المستمر فى خطوط المترو وارتفاع تكلفة التشغيل والصيانة وما الى ذلك بالاضافة ظروف اقتصادية معقدة، مما يدفع المسؤولين الى رفع اسعار التذاكر ؛ لكن ما يستوقفنى دائمًا – خاصة خلال السنوات الاخيرة- قيام بعض الاعلاميين بتبرير هذه الزيادات بإستخدام منطق المقارنة بأسعار تذاكر المترو فى دول اوروبا الغربية والولايات المتحدة الامريكية وغيرهم، للتدليل على أننا لانزال فى مصر نقدم التذاكر الارخص على مستوى العالم، وهو أمر مثير للغرابة والتهكم فى نفس الوقت!.

وأنا هنا اتكلم من منطلق ان الظروف سمحت لى فعليًا باستخدام المترو فى العديد من مدن اوروبا الغربية والشرقية بل وفى امريكا نفسها، حيث تظل تذاكر المترو وخطوط السكك الحديدية داخل المدن الكبرى هى الارخص والاكثر مناسبة للغالبية العظمى من السكان بل والزائرين أيضًا، فواقع الامر ان اسعار تذاكر المترو -تحديدًا- تتناسب مع دخول أغلب المواطنين واجورهم؛ بل و يؤخذ فى الاعتبار القوة الشرائية للعملة الوطنية فى تحديد مقدار زيادة سعر التذكرة، ناهيك عن أن هذه الدول تقدم أيضًا عروضًا مخفضة ومجمعة لاستخدام جميع خطوط المواصلات سواء الحديدية والبرية بل والبحرية فى بعض الاحيان ، وهو ما يشكل تعاونًا بين جميع وسائل التقل لخدمة المواطنين وتسهيل حياتهم.

فإذا كان قد كتب علينا أن ترفع الاسعار ويقل الدعم المقدم للمواطنين فى بعض الخدمات، فإنه من الاجدر بكل من يبرر هذا الارتفاع فى الاسعار، استخدام مبررات منطقية تلامس الواقع وتبتعد عن الخيال ، واضعين أمام أعينهم الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الرهيبة والتى جعلت العالم كله يتحول الى”حى كبير” وليس قرية صغيرة!.

اقرأ ايضا للكاتب

جورج أنسي يكتب لـ«الموقع» شهد ودموعنا!

جورج أنسي يكتب لـ«الموقع» سرقات صيفية كهربائية!

جورج أنسي يكتب لـ«الموقع» يا غريب كن أديب!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى