جورج أنسى يكتب لـ«الموقع» وزارة تعليم عتيدة وكتب مدرسية شهيدة!
معضلة غريبة تداعت خلال السنوات الأخيرة مع بداية كل عام دراسى، متمثلة فى عدم سهولة الحصول على الكتب الدراسية لجميع المراحل التعليمية- باستثناء المرحلة الثانوية مع دخول الاجهزة اللوحية (التابلت) كبديل عن الكتب المطبوعة – خاصة بالنسبة للمدارس الحكومية بأنواعها!.
واذا كان الامر يبدو منطقيًا بالنسبة للمدارس الخاصة التى يفرض بعضها شراء الكتب باسعار مبالغ فيها، والبعض الآخر يضعها كخيار امام اولياء الامور اما بالشراء من المدرسة او من خارجها، الا ان الامر يصبح غريبًا مع غياب هذه الكتب عن المدارس الحكومية او لنقل ان الاهالى غير مجبرين على شرائها ! وهو امر مثير للدهشة والاستغراب سواء من وزارة التربية والتعليم واولياء الامور على السواء!.
فالواضح ان اولياء الامور يعشقون البهدلة واللف والدوران والاستشهاد بحثًا عن الكتب، فهم يذهبون للمكتبات الخاصة لشراء كتب الوزارة المدرسية ذات جودة طباعية رديئة مقابل مبلغًا اقل من ذلك المبلغ المفترض دفعه للمدرسة للحصول على هذه الكتب الاصلية وبجودة طباعية اعلى، وفى نفس الوقت فإن الوزارة لديها “ودن من طين وودن من عجين” وباتت تتأخر فى تسليم الكتب لمدارسها الحكومية بأنواعها، لتظهر هوجة البحث عن هذه الكتب فى جميع الانحاء طوال العام الدراسى!
والسؤال الآن: لماذا لا تقوم الوزارة العتيدة باعادة فرض كتبها المقررة على جميع المراحل الدراسية بالنسبة لمدارسها مع تحديد مبلغ موحد- لكل مرحلة دراسية- نظير هذه الكتب، مما يفى بجزء كبير من تكلفة هذه الكتب، ومن ناحية اخرى تقوم الوزارة بإعادة طباعة الكتب المدرسية بمطابع المؤسسات الصحفية القومية، وبذلك تضرب الدولة عصفورين بحجر واحد، فهى تساهم فى اعادة انعاش هذه المؤسسات وتقليل خسائرها المالية من جراء منع طباعة كتب الوزارة بها، وفى نفس الوقت تستفيد الدولة من دقة وحرفية هذه المطابع فى الحصول على اعلى جودة طباعية والتزام فى مواعيد التسليم!، فما اتصوره ان الدولة حريصة على نجاح جميع مؤسساتها وهيئاتها، لانها فى النهاية تصب لصالح المواطنين.
اقرأ ايضا للكاتب
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع» تصدير البيروقراطية والاعتذار عنها!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع» ماسورة دولارات طفحت فى «الأهلى»و«مصر»!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع» فى التموين ..قليل من الحكمة والمنطق قبل الحذف!