أراء ومقالاتالموقع

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. مجموعات تقوية للطلاب وإنهاك الآباء!

مع بداية كل عام دراسى، يتجدد بداخلنا جميعًا ذلك السؤال الأزلى التاريخى: لماذا يستوعب الطالب المواد الدراسية فى مجموعات التقوية الخارجية، والتى يتراوح عدد الحاضرين بها ما بين ١٥٠- ٢٠٠ طالب ؟! فى الوقت الذى يعجز فيه نفس الطالب عن الاستيعاب فى فصل كثافته تصل إلى ٥٠ طالبًا؟!، وفى نفس الوقت لماذا ينجح المعلم-فى هذه المجموعات- فى توصيل المعلومة لأبنائنا، بعكس الحال فى حصته بالمدرسة؟!.

فإذا كان الأمر مفهومًا بالنسبة للمعلم الباحث عن تحسين دخله المادى فى ظروف اقتصادية خانقة طالت جميع الفئات، فإنه يصبح مبهمًا عصيًا على الاستيعاب فيما يتعلق بالطلاب واولياء أمورهم، مع معاناة غالبيتهم من نفس الظروف الصعبة التى تحيط بالمجتمع كله!.

وربما لا تشكل هذه المجموعات أية أعباء على الطبقة الثرية، باعتبار أن ما يتم صرفه على الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية والمدارس الخاصة، لا يشكل عبئًا ماديًا كبيرًا ولا يمثل ضغطًا على ميزانية الأسرة بأى حال من الأحوال! بل إنها جزء من “التدليل” المضاعف الذى تمنحه هذه الأسر لأبنائها لاستكمال الشكل الاجتماعى بتوفير جميع متطلبات الأبناء أيًا كانت!.

لازلت حتى الآن، اذكر تجربتى الوحيدة مع الدروس الخصوصية والتى فرضها على والدى – رحمة الله عليه وكان من رجال التعليم – فى شهادة الثانوية العامة قبل أكثر ٣٥ سنة، والتى كانت من أجل حل أكبر قدر ممكن من الامتحانات خلال ثلاثة شهور كاملة، والتى بالفعل جاءت بنتيجة إيجابية، ومن هنا استوعبت فلسفته فى الاستفادة من الدروس الخصوصية فى مرحلة الشهادات تحديدًا.

لكن يبقى السؤال هنا: لماذا يصر أولياء الامور من أبناء الطبقتين المتوسطة والفقيرة، على إنهاك أنفسهم وتشجيع مثل هذه المجموعات، خاصة فى مراحل النقل المختلفة بل وبدءًا من شهر أغسطس؟!، ولماذا -فى ظل التطور التكنولوجى- لا يتم الاستعاضة عن هذه المجموعات بالاشتراك الرمزى على القنوات التعليمية الموجودة فى الفضاء الإلكتروني أو متابعة القنوات الفضائية التعليمية الموجودة على القمر الاصطناعى “نايل سات”؟! إن هذه القضية تحتاج فى رأيى لأولياء أمور من فصيلة أخرى قلبها “ميت”.

اقرأ ايضا للكاتب

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. تأشيرة للمصريين لدخول مصر!

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»..تحديث بيانات أم تكدير للعملاء؟!

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. «منع انتقاد» حفل «الهضبة» بلبنان شرط الحضور!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى