جورج أنسى يكتب لـ«الموقع» فى التموين ..قليل من الحكمة والمنطق قبل الحذف!
إذا كانت الدولة، قد اقرت منذ فنرة طويلة مجموعة معايير -تم تصنيفها من جانب المتابعين- باقترابها نسبيًا من تحقيق العدالة ووصول الدعم التموينى لمستحقيه من الطبقات الفقيرة والوسطى فى المجتمع – مع التحفظ الآن على وجود الطبقى الوسطى- الا انها بدأت منذ فترة فى الترويج لمعايير اخرى لحذف مواطنين من منظومة التموين، بهدف تقليل الدعم الموجه من الدولة، وهو ما يوفر الملايين من الجنيهات التى تضمها ميزانية الحكومة كل عام فى هذا الاتجاه!.
ولعل من المناسب هنا،عرض المحددات التى وضعتها وزارة التموين عام 2016 لحذف غير المستحقين للدعم التمويني- والتى عملت على تحديثها وزيادتها بشكل تدريجي – وهى تشمل حاليًا 14 معيارًا؛ منها حصول رب الأسرة على راتب أعلى من 9600 جنيه شهريًا، وتولي مناصب عليا، والهجرة إلى الخارج، ودفع مصروفات مدارس 20 ألف جنيه، وامتلاك سيارة موديل بعد 2017، وحيازة أراضٍ زراعية تزيد عن 10 أفدنة، وسداد فواتير كهرباء أكثر من 800 جنيه شهريًا.
لا اود هنا مناقشة اختيار التوقيت ولا الطريقة التى تتبعها الدولة فى هذا الاطار، ولكنى مندهش من تحديد او اقتراح معايير أخرى -مع مقارنتها بالمعايير القديمة- لحذف بضعة ملايين اخرى من المواطنين، وهى كلها -مع الأسف – معايير تفتقد للمنطق والعقل بل انها تحمل فى ثناياها تسخينا ونفخًا للنار بالصدور!
ولعل من المناسب عرض تلك المعايير الجديدة التى جاءت على لسان السيد الدكتور سمير صبري-مقرر لجنة الاستثمار الخاص والمحلي والأجنبي بالحوار الوطني- فى تصريحات له ببرنامج «مصر جديدة» الذي يُعرض على فضائية «ETC»:”أن هناك «غربلة» لكل حاملي بطاقات التموين خلال الفترة المقبلة، خاصة أن هناك 60 مليون بطاقة تموين، وليس كل هؤلاء المواطنين يستحقون الدعم(!)”، موضحًا أن تحديد إذا ما كان الشخص مستحقا أو غير مستحق للدعم (التموينى)، سيكون -أيضًا- وفقًا لوجود تكييف في المنزل، استهلاك الإنترنت المنزلى، وعدد الموبايلات داخل كل أسرة”!.
من الواضح ان السيد الدكتور قد جمع كل المعايير التى يمكن بها استئصال غالبية الشعب المصرى من منظومة التموين بحيث لا يكون هناك ثغرة ما لبقاء مواطن واحد يستفيد من تلك المنظومة المهمة التى ساعدت الملايين على الحياة بكرامة وعزة نفس.
لا اعرف حتى الآن، لماذا يشكل التموين -على وجه التحديد- صداعًا فى رأس حكومتنا الرشيدة؟، رغم ان توفير الاساسيات الغذائية للغالبية العظمى من المواطنين، هى من اولويات اى حكومة، مهما ضاقت الظروف او تعقدت الاحوال؟!، فقليل من الحكمة والمنطق ضرورة قبل”الحذف”!.
اقرأ ايضا للكاتب
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»من يستفيد بسيارات المعاقين؟!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع» الكتب الخارجية غير مطابقة للمواصفات!
جورج أنسى يكتب لـ«الموقع» التجنيس أفضل من التهليس!
