تُصيبك بجلطات.. الشائعات كوارث تبدأ بـ«لايك وشير» «خاص»
– الشائعات تهدد تماسك المجتمع واستقراره
– نقص المعلومات وعدم وعى الجمهور بيئة خصبة لانتشارها
– حصار من الأمراض النفسية والاجتماعية في انتظار الضحايا
كتب: إسلام أبوخطوة
كثير ما تحذر الدراسات والأبحاث من التعرض للشائعات بكثرة لما تحمله من سموم فكرية وتنعكس على صحة المتعرض لها نفسيًا، وقد تصيبه بأمراض خطيرة تبدأ بـ«لايك» على «فيسبوك» ثم شير، الأمر كشفت عنه باستفاضة الدكتورة شيماء عراقي، استشاري تعديل السلوك والصحة النفسية.
قالت الدكتورة شيماء عراقي، استشاري تعديل السلوك والصحة النفسية، إن مع التطور التكنولوجي الواسع أصبحت منصات التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لنشر الشائعات وتدوالها بسرعة كبيرة وخاصة مع دعم الشائعات والترويج لها بوسائل مختلفة موثقة بالصور والفيديو .
وأضافت د.شيماء، لـ”الموقع”، أن الشائعات لها آثار مترتبة على المجتمع حيث تؤثر على تماسك المجتمع واستقراره ، حيث يعد نقص المعلومات و عدم متابعة الجهات المختصة او التأخير فى إصدار بيانات للجمهور دافع لمروجى الشائعات، حيث يستغل هؤلاء حالة نقص المعلومات وعدم وعى الجمهور والمجتمع لنشر بسهولة للانتشار، ومنها تؤثر الشائعات تأثير مباشر على الأمن النفسي للمجتمع وتهدد أفراد المجتمع حيث يصاب أفراد المجتمع بحالة من فقدان الثقة فى اى قرارات او تصريحات من المختصين ويكون الشك هو لغة التفاهم السائدة بين الطرفين .
وأشارت إلى أن أفراد هذا المجتمع والذين يعيشون في حصار الشائعات معرضين للاصابة بالأمراض النفسية والاجتماعية ، فضلاً عن تفشي الكراهية التى تضعف الروابط الاجتماعية والأسرية ، كما تؤدى إلى شعور المجتمع بعدم الأستقرار والخطر ، فقدان الثقة أيضا بالمسئولين وخاصة فى غياب المتابعة من مصادر رسمية، كما تعمل الشائعة إلى نشر مشاعر الإحباط والرغبة فى إيذاء الذات والعزلة الاجتماعية وايضا إلى زيادة معدل انتشار الجريمة ، حيث قد تتسبب فى سلوكيات عدوانية ضد المجتمع كالتخريب .
ونوهت استشاري تعديل السلوك إلى أن الشائعات لها أبعاد مختلفة وأنواع متعددة وعلى حسب دوافع المروج لها على حسب نشرها لايذاء الجماعات او الأفراد ومدى تأثيرها والغرض منها، سواء بهدف التفكك الأسري ولهدم البيوت وزيادة نسبة الطلاق، أو لتهديد السلم الاجتماعى للمجتمع ككل.
وتابع: من التأثير النفسي لتلك الشائعات هو ترسيخ لحالة التشاؤم للمجتمع وفقدان الأمل فى اى تغير رغم ما يحقق من إنجازات ملموسة ، فتترك لدى الفرد مشاعر مكبوته تملاءها الكراهية والعنف النفسي نحو المجتمع ككل وتخلق عدم الرضا وتؤثر على انتاجية الفرد وتتناقص دافعيته نحو الإنتاج والعمل، كما تؤثر أيضا على صحة الفرد والإصابة ببعض الأمراض النفس جسمية المتلازمة مع نشر الشائعة وخاصة لو تعلقت بأسباب شخصية وعائلية للفرد، كما تنتج عنها أيضا أمراض القلب والجلطات وارتفاع ضغط الدم والسكر وغيرها من الأمراض المصاحبة للصدمات من وقع الشائعة وخاصة لو تعلقت بالأفراد.
وطالبت “عراقي” المجتمع التصدى بحزم لتلك الشائعات والعمل مع الجهات المختصة للقيام بدور فعال لنشر الوعى اللازم للوقاية منها قبل وقوعها وانتشارها وذلك يتحقق من خلال إطلاق حملات وتطبيق القوانين للردع والمحاسبة أمام المجتمع للحد من انتشار الشائعات.