الموقعتحقيقات وتقارير

تحريف التوراة يثير الجدل| الهلالي: «القرآن لم يقل إنها محرفة».. وأزهري يرد بالبراهين: «كفاك جهلًا» «تقرير»

الدكتور سعدالدين الهلالي: الله قال لرسوله «كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله؟»

الدكتور محمد خليفة: هل تقدمك بالسن أنساك ما درست بالأزهر وأصبحت مضللًا؟

تصدر إسرائيل المشهد وخطتها الممنهجة لتهويد القدس، أعاد فيديو للدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن، يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي عن ادعاءه أن “القرآن لم يقل إن التوراة محرفة”، قائلا: “الله قال لرسوله الكريم: كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله، هذا الكلام جاء للرسول عليه الصلاة والسلام، ولم يقل إن التوراة محرفة”، مما أثار جدلًا مجددًا حول تشكيكه في بعض آيات القرآن الكريم، فما صحة تفسير الهلالي لهذه الآيات؟، هذا ما نوضحه في التقرير التالي بالحجة والبرهان.

قال الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه، إنه على الشخص عدم إلزام الآخرين بقناعته، فمن يؤمن بالإنجيل يؤمن والعكس صحيح، مضيفا: “الله قال لرسوله الكريم: كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله”.

وأوضح الهلالي أن هذا الكلام جاء للرسول ﷺ ولم يقل إن الإنجيل محرف، مستشهدا بقول الله تعالى في كتابه الكريم: “ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فيه فأولئك هم الفاسقون”.

وتابع: “اتركوا الدين لله لأنه لا يستطع أحد احتكار الدين والقول بصحيح الدين وبطلانه، وإذا رمينا بعضنا بالبطلان ستكون حربا، اترك غيرك يذهب للإجابة التي يراها، اختار من الدين الذي يهواه قلبك واللي تاعبك شيله واللي مريحك امشي عليه ولا تقول إن الشيخ أو القسيس قالوا لأنهما بنو بشر درسوا علوم الدين، الشيوخ والعلماء والفقهاء”.

وأضاف: “الدين أصبح نكد داخلي وخارجي من يسافر أوروبا وأمريكا يعرف النكد الحقيقي في التفتيش ونظرات الريبة التي ينظر بها إليه الجميع لأن هناك تصدير قضية الحاكمية في أننا كمسلمين جئنا لنحكم الأرض ولا نعترف بحكم الإنسان لأخيه الإنسان على أي دين”.

أزهري يرد

ومن جانبه، قال الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه جامعة الأزهر، إن القرآن أخبر عن: ” وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ”، مضيفًا: “هل أصدقك أم أصدق رب العالمين ورسوله”.

وأضاف مدرس أصول الفقه في تصريحات خاصة لـ “الموقع“، أن استدلال الهلالي نرد عليه أن قوله تعالى: (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله)، فهو تعجب من تحكيمهم النبي ﷺ في أمر رجم الزاني، وهم لا يؤمنون بالنبي ﷺ ولا بما جاء به، مع أن ما يحكمونه فيه موجود عندهم في التوراة، ولكنهم يأتون إليه صلى الله عليه وسلم ويحكمونه طمعا منهم في أن يوافق تحريفهم وتبديلهم. والآية فيها تقريع لليهود الذين نزلت فيهم هذه الآية.

وأوضح أن المولى عز وجل يقول لهم: “كيف تقرون بحكم نبيي محمد صلى الله عليه وسلم مع جحودكم نبوته وتكذيبكم إياه، وأنتم تتركون حكمي الذي تقرون به أنه حق عليكم جاءكم به موسى من عند الله ؟”.

وأشار إلى أن هناك العديد من الآيات التي ذكرت تحريف التوراة، وهي: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ}، {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه}، وقوله تعالى: {ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم ءاخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه}.

وأضاف: “الأزهريون يقولون لك كفى جهل، أم تقدمك بالسن أنساك ما درست بالأزهر وأصبحت مضللًا”، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: “لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، وإنكم إما أن تكذبوا بحق، أو تصدقوا بباطل”.

وفي النهاية، لفت إلى قول ابن حزم: «كيف يستحل مسلم إنكار تحريف التوراة والإنجيل وهو يسمع كلام الله -عز وجل-: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}، وليس شيء من هذا فيما بأيدي اليهود والنصارى، ممَّا يدعون أنَّه التوراة والإنجيل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى