الموقعتحقيقات وتقارير

بعد قرار الهند بوقف تصديره.. هل مصر على أبواب أزمة جديدة في القمح؟

كتبت-سارة رضا ومصطفى محمود

قررت الحكومة الهندية ، اليوم السبت، حظر صادرات القمح، وذلك بعد أيام قليلة فقط من قولها إنها تستهدف شحنات قياسية هذا العام، وكانت وزارة الزراعة المصرية قد اعتزمت استيراد القمح الهندي، ليكون بديلا للقمح الروسي والأوكراني والذي يتعطل تصديره حاليا بسبب التغيرات الجيوسياسة ، وذلك بعد إعلان السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في 18 أبريل الماضي اعتماد دولة الهند كدولة منشأ لاستيراد القمح.

فمن أين ستكمل مصر احتياجاتها من القمح؟ وهل تقف مصر على أبواب أزمة جديدة في القمح؟

يقول رشاد عبده الخبير الإقتصادي أنه بالرغم من مشكلة الحرب الروسية الأوكرانية وغلاء الأسعار، وأنه بالرغم من أن روسيا وأوكرانيا يتحكمون في 31.5% من إنتاج القمح على مستوى العالم و 76% من زيت عباد الشمس على مستوى العالم و الذرة وفول الصويا، إلا أن الحكومة المصرية تدراكت الأمر مبكرا وتم والتواصل مع روسيا بحكم العلاقات الطيبة بينها وبين مصر، وتم طلب المزيد من شحنات القمح وبالفعل هناك شحنات ستصل مصر قريبا.

نرشح لك: هل تتأثر مصر بقرار حظر تصدير القمح الهندي؟.. الحجر الزراعي يكشف لـ«الموقع»

و أضاف “عبده” في تصريحات خاصة لـ «الموقع» ان الحكومة المصرية تواصلت مع الهند ووقعت مجموعة اتفاقيات وبالفعل تم فتح اعتمادات مستندية واخذ ضمانات، وصرحت الهند بتصريحين مهمين، الأول هو أن كل الاتفاقيات والعقود التي تم فيها اتفاق وفتح بالفعل خطابات ضمان و اعتمادات مستندية سارية المفعول ، وبناءا علي ذلك ستصل أيضا شحنات من الهند الى مصر غدا، وذلك يعد جزء إيجابي.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن التصريح الثاني للهند يشير إلى أن لديها أولويات ، حيث أن من لديه مشكلة أمن غذائي حقيقي سوف تتساهل مع تلك الدولة وتصدر لها القمح وذلك ينطبق على مصر بالنسبة للقمح.

وأشار “رشاد” إلى أن هناك علاقات سياسية واقتصادية بين مصر والهند جيدة جدا ولكنها قامت بعمل حظر فوري بسبب الموجة الحارة التي تعاني منها وزيادة تكاليف السماد وغلاء القمح في الهند، بالإضافة إلى انها اكتشفت انه يوجد دول تاخذ القمح وتخزنه لتحقق الاكتفاء وذلك في صالح مصر لأنها لا تاخذ القمح لتخزنه بل لأنها لديها مشكلة حقيقية فبالتالي سوف تتساهل معها الهند، ومن حسن الحظ أن الوقت الحالي هو موسم جني القمح في مصر والحكومة تساهلت وأقامت اتفاقيات مع الفلاحين لتوريد القمح ؛لذلك لا داعي للقلق.

و قال مجدي الشراكي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للاصلاح الزراعي” يوجد دول تخرى كثيرة غير الهند تصدر قمح مثل فرنسا وغيرها فلا داعي للقلق ولدينا مخزون كافي لهذا العام وبعد ذلك سنحاول العمل علي الاكتفاء الذاتي من القمح ، والدليل علي ذلك ان الدولة تخطط لزيادة انتاجية القمح بشكل رأسي وأفقي، واليوم يقوم الفلاحين بتسليم القمح مؤكدا على ان لدينا مخزون كافي لفترة طويلة، فليس هناك أي مشاكل .

وقال الدكتور، علي الادريسىي، الخبير الاقتصادي، أن هناك أكثر من 15 سوق غير الهند لتصدير القمح، ومصر تحاول الآن رفع نسبة الاكتفاء الذاتي؛ مما سيقلل نسبة الاستيراد، ومصر تهدف إلى تحقيق اكتفاء ذاتى بنسبة 65٪، يتبقى 35٪ من احتياج الدولة يمكن أن نستوردهم من اى سوق اخر.

وأضاف في تصريحات لـ«الموقع» أن اختيار الهند كان بناءا على الموقع الجغرافي والعلاقات التجارية بين الدولتين، لكن فى حالة منعها لتصدير القمح سنجد أسواق أخرى كثيرة، مثل فرنسا ورومانيا والأرجنتين وامريكا، وأبدت هذه الدول بالفعل استعدادهم لتقديم القمح، ومصر تمتلك ما يكفى احتياجها من القمح حتى نهاية العام، والاتفاقات التى تتم هى لتوفير احتياجات السنة القادمة.

وأكد أن هذه الدول قادرة على سد احتياجات مصر، ويمكن أن نستورد من أكثر من سوق كشكل من أشكال التنوع، ومصر توقع تعاقدات تضمن مستويات جودة معينة، سواء كان فى التعامل الخارجي أو الداخلى، وهذا يضمن أن لا يكون هناك خلل فى جودة القمح المستورد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى