غير مصنف

بعد فضيحة “بيغاسوس”.. كيف تتجسس إسرائيل علي قادة العالم؟

كتبت-علا خطاب

أثار برنامج “بيغاسوس” للتجسس الإسرائيلي، ضجة واسعة، بين الأوساط المختصة، حيث عمل البرنامج علي التجسس علي شخصيات قيادية وسياسية وناشطين من جميع أنحاء العالم، وهو ما دفع منظممات الحقوقية وصحفية إلى المطالبة بحظره، واصفين الأمر ب قضية تجسس عالمية.

وضمن قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج بيغاسوس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك المغرب محمد السادس ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان وأكثر من 180 صحافيا في العالم بما في ذلك وكالة فرانس برس، كانوا على اللائحة واستهدفوا بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طورته الشركة الإسرائيلية .

ويسمح البرنامج إذا اخترق الهاتف الذكي، بالوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى اتصالات مالكه.

بالمقابل، نفت وزارة الدفاع الإسرائيلية صلتها بأي معلومات بشأن البرنامج السابق ذكره.

وأضافت الوزارة أن اسرائيل “توافق على تصدير منتجات الكترونية حصريا إلى جهات حكومية لاستخدامها بشكل قانوني وفقط لغرض منع الجرائم والتحقيق فيها ومكافحة الارهاب”،ولا تكشف الشركة عن الحكومات التي تشتري منتجاتها

حظر تصديره

وقد دعت منظمة مراسلون بلا حدود المدافعة عن حرية الصحافة، الحكومة الإسرائيلية، أمس الأربعاء، إلى فرض حظر على تصدير برنامج التجسس بيغاسوس الذي طوّرته شركة “ان اس او” الإسرائيلية والذي بات في قلب قضية تجسس عالمية مفترضة.

وحصلت منظمة “فوربيدن ستوريز” ومنظمة العفو الدولية، على لائحة تتضمن خمسين ألف رقم هاتفي يعتقد أنها لأشخاص اختارهم زبائن الشركة الاسرائيلية لمراقبتهم منذ 2016

. بالإضافة إلى ١٧ وسيلة إعلامية دولية، من بينها صحف، “لوموند” الفرنسية و”ذي جارديان” البريطانية و”واشنطن بوست” الأميركية.

وقالت مراسلون بلا حدود في بيان لها، إن “البرمجيات مثل بيغاسوس التي طورتها شركات إسرائيلية تشير بوضوح إلى تورط دولة إسرائيل”.

واضافت المنظمة “حتى لو لم يكن للسلطات الإسرائيلية سوى دور غير مباشر، لا يمكنها الهروب من مسؤوليتها”.

وصرح كريستوف ديلوار الأمين العام لمراسلون بلا حدود في هذا البيان “ندعو رئيس الوزراء نفتالي بينيت إلى فرض حظر فوري على صادرات تقنيات المراقبة حتى يتم وضع إطار تنظيمي وقائي”.

بالمقابل، لم يرد الناطقون باسم رئيس الوزراء، نفتالي وبينيت ووزير الدفاع بيني جانتس وشركة “ان اس او” ردا على أسئلة لوكالة فرانس برس، على دعوة “مراسلون بلا حدود” ومقرها فرنسا.

وفي مؤتمر لتقنية المعلوماتية، عقد أمس الأربعاء، في تل أبيب لم يعلق” بينيت” الذي جمع ثروته من التكنولوجيا قبل دخول السياسة ، على التقارير التي طالت شركة “ان اس او” لكنه دافع عن أمن الكمبيوتر الصناعي المزدهر في إسرائيل.

قادة العالم

في سياق متواصل، كشفت التقارير الصحفية أنه بين الأرقام الأخرى المستهدفة كان هاتف رئيس الوزراء إدوار فيليب و14 عضوًا فى الحكومة، فقد تم أيضاً استهداف الرئيس المكسيكى لوبيز أوبرادور عبر البرنامج نفسه

وتعليقاً على ذلك، صرح الرئيس المكسيكى بأن التقرير الإعلامى الذى أشار إلى أنه وحلفاؤه كانوا هدفاً لبرنامج التجسس تقرير “مخجل”.

بينما أفادت صحيفة “لوموند” الفرنسية، باستهداف شخصيات لبنانية من قبل برنامج التجسس الإسرائيلى لصالح دول أخرى وتشمل طيفاً واسعاً من الأسماء بدءاً من رئيس الدولة ميشال عون ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري، وعدد كبير من الوزراء والصحفيين والسفراء مروراً بمدير الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، ورئيس البنك المركزى رياض سلامة، ومسؤولين تنفيذيين من “حزب الله”

من جهتها ذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية، أن قاعدة البيانات المسربة فى قلب برنامج بيغاسوس تتضمن أرقام الهواتف المحمولة لكل من رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والمدير العالم لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس والذى يبدو أيضا أنه كان” موضع اهتمام” من قبل المغرب فى عام 2019 ورئيس الوزراء الباكستانى عمران خان من 13 رئيسًا، بالإضافة إلى مسؤولين دبلوماسيين وقادة عسكريين وسياسيين كبار من 34 دولة.

وفي أحدث المعلومات المنشورة، تبين أن ابنة حاكم دبي الشيخة لطيفة، وزوجته السابقة هيا بنت الحسين، كانتا من بين الشخصيات المستهدفة.

وكانت الشيخة لطيفة كشفت ل “بي بي سي” في وقت سابق من هذا العام، أنها خطفت وسجنت عند محاولتها الهرب من دبي عام 2018.

فيما تتهم هيا بنت الحسين زوجها السابق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “بالخطف والتعذيب ومحاولة الترهيب”، وفق ما قالت لمحكمة بريطانية.

وكانت هيا هربت مع طفيلها إلى بريطانيا عام 2019، ويعتقد أن علاقتها بآل مكتوم تدهورت بعدما ساورتها شكوك عن مصير ابنته لطيفة، وابنته الأخرى الشيخة شمسة.

كيف يعمل البرنامج؟

وتكشف التقارير الصحفية المتعلقة ببرنامج التجسس الإسرائيلي أن الطرف الرئيسي الذي استغل البرنامج هي حكومات حاولت تعقب هواتف نشطاء وصحفيين ومديري شركات وسياسيين، ذلك رغم أن شركات التكنولوجيا العملاقة تصرف مبالغ طائلة سنويا لحماية أجهزتها من الاختراق.

ولم يقتصر الأمر علي إرسال رسالة نصية او رابط لاختراق الهاتف، إذ استغلت الإصدارات الأحدث من “بيغاسوس” الذي طورته شركة “إن إس أو غروب” الإسرائيلية ثغرات في تطبيقات الهواتف النقالة واسعة الانتشار.

ففي عام 2019، رفع تطبيق المراسلة “واتس آب” دعوى قضائية ضد الشركة الإسرائيلية قال فيها إنها استخدمت إحدى الثغرات المعروفة بـ”ثغرة يوم الصفر” في نظام التشغيل الخاص به لتثبيت برامج التجسس على نحو 1400 هاتف.

وبمجرد الاتصال بالشخص المستهدف عبر “واتس آب”، يمكن أن ينزل “بيغاسوس” سرا على هاتفه حتى لو لم يرد على المكالمة.

وورد في الآونة الأخيرة أن “بيغاسوس” استغل ثغرة في تطبيق “آي ميساج” الذي طورته شركة “آبل”، ومن المحتمل أن ذلك منحها إمكان الوصول تلقائيا إلى مليار جهاز “آي فون” قيد الاستخدام حاليا.

من جهته، قال مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، إحدى المنظمات التي تحقق في “بيغاسوس” إنه وجد آثار هجمات ناجحة على أجهزة “آي فون” جرى أحدثها هذا الشهر.

صعوبة اكتشافه

وعادة هناك طرق معينة يمكن للشخص اكتشاف استهدافه، ولكن برنامج بيغاسوس لكونه برنامجا ذكيا جدا، فيصعب على شخص غير تقني أو مهندس كشفه، ففي برامج التجسس الرخيصة والتقليدية هناك مؤشرات معينة، مثل عمل ضوء كاميرا الهاتف في أوقات غير متوقعة، أو ارتفاع حرارة الجهاز بشكل أعلى من الطبيعي، أو استهلاك البطارية بسرعة أكبر أو تغير خلفية الشاشة، أو ظهور برامج جديدة بشكل مفاجئ، أو يتم استهلاك مساحة التخزين بشكل سريع.

ولكن مع “بيغاسوس” المؤشرات التقنية يصعب على غير الخبير كشفها، لأن الاختراق الناجح، هو الاختراق الصامت الذي لا يمكن الكشف عنه، إذ أن في قائمة الضحايا التي تعاملنا معها، رأينا أن بعضهم خضع للمراقبة منذ3 سنوات دون دراية منهم، لأنه صعب استنباطه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى