خارجي

باحث سياسي معلقاً على تعبئة الجيش الروسي: قرار جاء بعد حالة يأس وضعف في موسكو

كتبت- روان لاشين 

قال الكاتب و الباحث السياسي، هلال العبيدي، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن التعبئة الجزئية للجيش الروسي ما هو إلا انطباع عن حالة الضعف واليأس التي وصلت إليه روسيا على جميع المستويات الاقتصادية والسياسة والعسكرية.

وأضاف العبيدي، أن قضية حسم المعارك على الأرض باتت معدومة وشبه مستحيلة، وأن هذا القرار ما هو إلا رد فعل روسي على الخسائر التي منيت بها موسكو عاصمة روسيا خلال الأيام الأخيرة الماضية، وعلى خسارتها لجزء كبير من الأراضي والمقاطعات الأوكرانية.

وتابع العبيدي، أن هذا التصعيد والتهديد من قِبَل بوتين يجب أن تأخذه الدول الغربية على محمل الجد، لأنه يسبقه استخدام السلاح النووي على جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن الشعب الروسي كثير الشكوى من تزويد الأوكرانيين بالسلاح، وأنه بالأمس قامت روسيا بتقديم طلب مباشر لفرنسا بإيقاف تسليح وإمداد الأوكرانيين.

وأوضح العبيدي، أن هذا الطلب دليل قاطع على الانزعاج الروسي الشديد بشأن تسليح الأوكرانيين بأسلحة حديثة و متطورة، فالأوكرانيون حتى الآن يستطيعوا أن يحققوا انتصارات وقد شاهدنا ذلك على الأرض في الأيام الماضية.

ونوه العبيدي إلى أنه يجب أخذ تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، على محمل الجد، إذ قال ميدفيديف إن عقيدته القتالية النووية تسمح له باستخدام السلاح دون استخدامه من الطرف الآخر، ما وصفه العبيدي بأنها تصريحات في غاية الخطورة وعلى الدول الغربية وحلف الناتو أن تهتم بها.

وذكر العبيدي أن مجرد تنويه روسيا على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية يعتبر تخطيا واضحا للخطوط الحمراء، مضيفًا أنه على العقلاء في روسيا ألا ينجرفوا خلف هذه الألاعيب و التصريحات وخلف هذا التصعيد، إذ إن كل فعل من الواجب أن يقابله رد فعل من الدول المجاورة.

وأشار العبيدي إلى أن تصريح بوتين كأنه بمثابة توجيه رسالة للغرب بأنهم متورطون بشكل أو بآخر في هذه الحرب بسبب إمدادهم لأوكرانيا بالأسلحة، فإما أن ينسحب الغرب من الدفاع ويتركوا روسيا تفعل ما تشاء في أوكرانيا وإما أن تستخدم روسيا أسلحتها في مواجهة الجميع وليس أوكرانيا فقط، موضحًا أن هذا يُشكل نوعا من التصاعد في العلاقات الدولية.

ولفت العبيدي إلى أن الخطة السابقة لروسيا كانت تنحصر في الوصول لكييف عاصمة أوكرانيا و التفاوض بالانسحاب منها مقابل الاحتفاظ بإقليم الدونباس بأوكرانيا، وهذا ما لم يتم، فلا وصلت روسيا لكييف ولا حصلت على إقليم الدونباس، لافتا إلى أن ما يتم الآن من استفتاءات لانضمام بعض مناطق أوكرانيا لروسيا ما هو إلا «استغفالا للأوكرانيين»، إذ إن الاستفتاء يتم بهدف الاستقلال لا الانضمام من دولة لأخرى.

وكانت أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، البدء رسميا في تنفيذ التعبئة الجزئية للجيش الروسي، وأتى ذلك بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية للروس في سن القتال، قائلًا: «الغرب تجاوز في سياسته المناهضة لروسيا كل الحدود الممكنة باستخدام الابتزاز النووي، وروسيا تستطيع استخدام جميع أسلحتها ضد أي تهديد لوحدها وسلامة أراضيها».

جاء ذلك خلال النشرة الإخبارية على قناة «سكاي نيوز»، مساء أمس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى