الموقعفن وثقافة

انتشار الأغاني السينجل.. هروب من احتكار الشركات أم تلبية لرغبات الجمهور؟

تقرير- حمدي طارق

شهدت ساحة الغناء العديد من الاضطرابات والتحولات على مدار مراحل مختلفة من الزمن، سواء من خلال شكل وقوام الأغنية أو على مستوى الألحان والتوزيع وبالطبع الكلمات مرورًا بصناعة الأغنية التي تعد أهم الأركان التي من شأنها استمرار التواجد والمنافسة وكذلك الحفاظ على النجوم.

وقرر العديد من عمالقة الطرب في أيام الزمن الجميل امتلاك جهات إنتاجية لتولي مسؤولية أعمالهم وأعمال الآخرين أيضًا، وعلى رأس نجوم الطرب الذين أبدعوا في ذلك كلاً من الموسيقار محمد عبد الوهاب والموسيقار محمد فوزي، إذ كانت الصناعة تسير في طريقها مع عدد من المشاكل أيضا وهي تقليد «اسطوانات الجرامافون» وبيعها بسعر أرخص ولكن بشكل محدود للغاية.

ومع حلول عصر الألوان، بدء التطور وبدء التفكير في جهات إنتاجية غنائية خاصة، باعتبار صناعة الأغنية من أهم الصناعات التي تعود بدخل كبير سواء على من يعمل بها كمنتج وأيضا تدر دخلاً كبيرًا على الدولة كصناعة مهمة، حتى انطلقنا مع زمن الثمانينات والتسعينيات الذي شهد انطلاقة كبيرة في سوق «الكاسيت»، وهي ذروة مرحلة توهج صناعة الأغنية كونها من أهم وأنجح الصناعات في ذلك الوقت، حتى بدأت التكنولوجيا في السيطرة بداية من توهج «الإنترنت» مع بداية الألفية الجديدة والقرن الـ 21، وبدأ انتشار الـ «سي دي»، ونسخها وبيعها بثمن أقل، حتى وصلنا إلى طرح الألبوم بالكامل على المواقع الإلكترونية وسهولة تحميله من قبل الجمهور بدون مبالغ مالية وهو ما يسمى «القرصنة الإلكترونية».

ويحاول نجوم الغناء في كل مرحلة إيجاد حلول واقعية لاستمرار العمل ومنهم من يفضل الاختفاء عن الأضواء خوفا من الخسائر المادية، حتى وصلنا إلى نهاية زمن «الألبوم الغنائي» واتجاه الجميع إلى طرح أغاني «سينجل»، بداية من النجم الكبير عمرو دياب وحتى الوجوه الجديدة.

ولكن لا شك أن طرح الألبوم على هيئة أغاني «سينجل» أحدث حالة من الحراك الإنتاجي، خاصة من توهج منصات الأغاني التي تطرح عليها الأغاني الجديدة بشكل حصري وتفرض على الجمهور الاشتراك ودفع رسوم مقابل الحصول على الأغاني الجديدة .

ويبقى السؤال عالقاً في الأذهان، من المسؤول عن أزمات وتدهور صناعة الأغنية وانتهاء زمن «الألبومات»، خاصة وأن الجمهور هو المتلقي ومن بيده ضبط البوصلة التي يتجه إليها جميع النجوم من حيث أسلوب وطريقة العمل، فهل السبب يكمن في الجمهور، أم الصناعة في حاجة لتدخل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية؟!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى