المهدئات قبلة الهاربين من الضغوطات الاقتصادية..وأطباء: تسبب أمراضا عضوية وعقلية

>> مهدئات الأعصاب تترك تأثيرات سلبية منها النسيان ومشاكل في التركيز والتحدث ببطء
>>«حمَّاد»: انتشارها ليس بسبب الآلام ولكنه الإحباط الذي يشعر به الكثير
>> تسبب أمراض القلب والكبد والكلى وتقرحات المعدة والتشنجات والإدمان
>> البعض يشعر بفشله في تغيير «واقعه».. والظروف الاقتصادية الصعبة
>>«عبد القادر»:المهدئ لا ينهي المشكلة..وتناوله يجب أن يكون بخطة علاجية
تحقيق- آلاء شيحة
مع الظروف الاقتصادية الخانقة التي يعيشها الناس، كثُر في الأونة الأخيرة استخدام المهدّئات النفسية حتى باتت تشكل حلا للكثيرين، ويتناولها البعض بشكل مستمر دون العودة للطبيب المعالج، ما يحول العلاج النفسي في أوقات كثي
رة إلى إدمان يعاني منه الشخص بقية عمره، ويستغله آخرون في الترويج لأدوية وعقاقير وبيعها دون استشارة طبية.
وهناك أسماء أصبحت مألوفة على الأذن، هي أسماء أدوية مهدئة للأعصاب واستهلاكها بات شائعاً بشكل كبير، ويتم تداولها بين الناس ويصفها الأشخاص أحدهم للآخر من دون استشارة طبيّة تحت شعار «اسأل مجرّب ولا تسأل طبيب» في ظل الظروف والأزمات التي تحاصر الجميع.
•ضغط نفسي وعصبي
«الموقع» تحدث إلى إحدى الصيدليات في منطقة الجيزة، والتي رأت أن ازدياد الطلب على المهدئات ومضادات الاكتئاب والمنومات يعود إلى الضغط النفسي والعصبي الذي يعيشه المواطن في ظلّ الأوضاع الراهنة والاقتصادية والأعباء الثقيلة التي يتحملها، وإلى ما تصفه بحالة «الخنقة» التي يعيشها المجتمع.
وأيضاً أضافت، أنه مع تزايد ضغوط الحياة وارتفاع معدلات التوتر والقلق فى ظل كل المتغيرات الحياتية وتعرض الأفراد إلى مشاكل مختلفة وهروبًا من كل الضغوط، أصبحوا أسرى لتلك العقاقير وغير قادرين على التوقف عن تعاطيها، و يتناولونها بشكل عشوائي مما يؤثر بشكل واضح على الوظائف الحيوية وعلى القدرة على التركيز ويمكن أن يؤدى إلى الاصابة بأمراض خطيرة.
•مهدئة للأعصاب
في رأي الدكتورة هالة حمَّاد استشاري الطب النفسي، أن هناك أسباب كثيرة تدفع الأشخاص إلى الشعور بالقلق الزائد وصولًا إلى الاكتئاب والاضطربات النفسية وتأثيرات لها أثر سلبي على الشخص، فالإنسان لا يمكن أن ينفي نفسه من المجتمع لذلك يتأثر بما يحدث، بالإضافة إلى أن التوتر جزء أساسي من طبيعة البشر، وذلك لقول الله تعالى {خُلِقُ الإنْسانَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّر جَزُوعًا}،
مُبينة أن هناك أسماء أدوية مهدئة للأعصاب واستهلاكها بات شائعاً بشكل كبير، فمعظم الناس تعلق الشماعة على الظروف الاقتصادية فتلجأ للمُهدئات والمنومات من أجل الشعور بالراحة والنسيان وهذه عادة خاطئة وغير صحية.
نرشح لك: «متخفش ابحث عن الدواء الأرخص»: المهم نفس المادة الفعالة..وأطباء: أخذ جرعة أقل قد يؤدي لتفاقم المرض
• أمراض عصبية
ولفتت خلال حديثها لـ«الموقع»، إلى أن الأدوية المهدئة هي حل وقتي فقط حيث تقوم بذلك من خلال تعديل الإشارات العصبية في داخل الجهاز العصبي المركزي، ربما تساعد على الابتعاد عن الضغوط ولكن ليس دائمًا لذا فإن ما يفيد شخص قد يضر بآخر، و فور زوال مفعولها يعود الضغط والتوتر كما كان من قبل تناوله، مُضيفة أن المُهدئات عادةً تستخدم لعلاج مشكلات صحية والأمراض العصبية منها القلق والتوتر والتشنجات ونوبات الهلع واضطرابات النوم، والحالة التي بالفعل تحتاج إليها، وعدم تناولها بدون مبرر مقنع أو عند حدوث أي انفعال ربما يكون وقتيًا.
• تشنجات وصرع
وتابعت، أن المهدئات لها آثار جانبية خطيرة جدا، تخرج الإنسان من الواقع الحقيقي وأحيانًا من كثرة تناولها يصبح مغيبًا وفي حالة صراع دائم مع نفسه ولا يستطيع التعبير عنه نفسه ولا عن مشاعره و لا انفعالاته، حتى أنه قد لا يدرك الخطر في بعض الأحيان ويظل في نفس دائرة الكبت النفسي والتي بدورها تزيد من مشاكله تعقيدا، بالإضافة إلى قلة التركيز وعدم القدرة على الاستيعاب والتفاهم، والإصابة بأمراض القلب والكبد والكلى وتقرحات في المعدة والتشنجات والصرع والإدمان.
وشددت على أنه لا يمكن تعميم الحالات، فهناك أدوية يجب أن تكون تحت إشراف طبي وليس كل من قال أنه لا يشعر بالراحة عليه اللجوء إلى المهدئات، وعن إمكانية معالجة هذه المشكلة توضح استشاري الطب النفسي، أن الحل موجود لدى الإنسان بشخصه فالإنسان هو معيار كل شيء وعليه أن يفكر ويقتنع بأن الحياة ستستمر بحلوها وبمرها، كما حذرت من استخدام الأدوية المهدئة دون وصفة طبية من مختص مع مراعاة عدم صرفها إلا في الحالات القصوى وليس لوقت طويل؛ لأنها تحتوى على مواد مخدرة قد تسبب إدمانها.
• تأثيرات جانبية
من جانبه أوضح الدكتور أحمد عبد القادر استشاري المخ والأعصاب، أنه لا بد من التمييز بين مهدئات الأعصاب ومضادات الاكتئاب، حيث لكل منها دواعي استعمال وفاعلية وآثار سلبية مختلفة أيضاً، إذ يمكن أن يؤدي تعاطي مهدئات الأعصاب على المدى الطويل إلى الآثار الجانبية كغيرها من الأدوية التي تترك تأثيرات سلبية منها النسيان أو فقدان الذاكرة ومشاكل في التركيز أو التفكير والتحدث ببطء أو التأتأة ومشاكل الصحة العقلية مثل القلق وفشل الكبد والكلى؛ نتيجة تلف الأنسجة أو جرعة زائدة، فضلاً عن خطر الإدمان بسبب تأثيرها في الجهاز العصبي، بالإضافة إلى أن الاعتماد على المهدئات يمكن أن يؤدي إلى آثار لا رجعة فيها أو أعراض الانسحاب، وخصوصاً عند التوقف عن استخدامها بشكل فجائي.
• لا تنهي المشكلة
وأضاف، خلال حديثه لـ«الموقع»، أن التوتر وتسارع دقات القلب وضيق النفس والأرق وغيرها من الأعراض التي تؤثر على نمط الحياة بدرجات متفاوتة، بسبب الضغوطات النفسية وظروف الحياة المختلفة شيء طبيعي ولا بد من المواطن معرفة أن المهدئ لا ينهي المشكلة لكن يقلل منها، وأن يعرف كيفية التعامل مع الضغوط المسببة، مبيناً أن المهدئات عقاقير طبية يصفها الطبيب النفسي حين يجد ضرورة لذلك، ولتجعل المريض يشعر بالراحة والاسترخاء؛ من خلال العمل على إبطاء النشاط العقلي.
• خطة علاجية
وأكمل، أن هناك أنواعا من المهدئات منها عقاقير نفسية والمنومات والمواد المخدرة، فلابد من خطة علاجية يضعها الطبيب في وصف مهدئات الأعصاب أو مضادات الاكتئاب مع علاج نفسي في كثير من الأحيان لمعالجة الاضطرابات النفسية أو أي مشكلات أخرى، وإلا فلا تكون لها فاعلية في مواجهة هذه الحالات، ولا تنجح إلا في إخفائها بشكل مؤقت وفي تهدئة الأعراض.
ومن هذه الأدوية ما له آثار جانبية خطيرة للمدى القريب أو البعيد في حال تناولها عشوائياً ومنها ما لا يكون له علاج في حال التهاون، فمن الضروري تناول هذه الأدوية بطريقة استراتيجية مدروسة للاستفادة من فاعليتها، وإلا ستسبب خللاً في الحالة وتؤدي إلى زيادة الوضع سوءاً.