الموقعتحقيقات وتقارير

«القيمة أهم أم الشكل يا حكومة»: الـ 20 جنيه الجديدة تلحق بالعشرة البلاستيك..«مفيش بينهم وبين الناس ود»

>> «شوقي»: الطباعة تقوم على معادلات محددة مرتبطة بالزيادة السكانية

>> 850 مليار جنيه حجم الطباعة سنويا..والحكومة بتعمل Test للشعب

>> بعض الدول جربت العملات البلاستيكية ورفضها مواطنوها..وتكلفتها مرتفعة جدا

>> «فايد»: نحتاج لشفافية لماذا الطباعة بتكلفة مرتفعة في ظل الأزمات الاقتصادية

>> «ريهام»: تشبه البريزة الورق القديمة..وقريبا ستكون بنفس قيمتها

تقرير- ندى أيوب

«الناس تتعامل مع الفلوس البلاستيكية كأنها لعنة»..كانت تلك الكلمات وغيرها مما امتلأت به صفحات السوشيال ميديا بالتزامن مع الإعلان عن طرح الـ20 جنيه الجديدة، على الرغم من استياء العامة من التعامل مع العشرة جنيه الجديدة، والمحاولات المستمرة للتخلص منها…

وهو ما فتح مجالا للتساؤلات عن ضرورة طرح الـ20 جنيه الجديدة رغم الاستياءات الواسعة من التعامل بالعشر جنيهات، فضلا عن الاتجاه لطباعة مثل هذه النقود مرتفعة التكلفة في ظل الأزمات الاقتصادية التي نئن منها جميعا..

• واقع ولابد منه

تقول الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركزي القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن البعض لا يرغب في التعامل مع العملات الجديدة، إلا أنها أمر واقع ولابد من التعامل بها، فضلا عن أنها مشكلة تعود أولا وأخير، والتغيير في بعض الحالات ربما يكون مرفوضًا.

وأضافت فايد خلال حديثها مع موقع «الموقع» أن Quality العملة عندما أصبحت بلاستيكية، أحدثت نوعًا من الاستغراب وعدم الاقتناع، وعدم قبول التغيير، وذلك لأن السوق تعود على العملة الورقية العادية، وعند طرح عملة جديدة مغايرة اعتقد البعض أن قيمتها قلت، أو ربما لديهم تخوف من تهاوي القوة الشرائية.

• قبول الرأي العام

وأكدت أستاذ علم الاجتماع على أنه كان يجب على متخذي القرار، أن يدركوا رفض العامة للتعامل بالفئة الجديدة، ويأخذون ذلك في الاعتبار عند طباعة الـ20 جنيه الجديدة، وأن لا تكون الطباعة بمعزل عن قبول الرأي العام، ولكن لابد أن تعتمد على دراسات تأخذ في الاعتبار رفض الناس من قبولهم.

وأوضحت فايد، أن عدم ترحيب الرأي العام بالعملات الجديدة ربما يأخد بعض الوقت، ولن يستمر طويلاً، فالمجتمع مضطر إلى التعامل بتلك العملة، فهي مفروضة عليه، كما نوهت أن التعامل بهذه العملات ربما يكون في حدود ضيقة لأن ماكينات الصراف الآلي غير مهيأة للتعامل بـ«الفكة».

• تكلفة الطباعة

وتساءلت أستاذ علم الاجتماع، عن اتجاه الحكومة إلى طباعة عملات جديدة بتكاليف مرتفعة مقارنة بنظائرها الورقية في ظل الأزمات الاقتصادية الحالية التي نعاني منها، وفي ظل احتياج الموازنة العامة للدولة لكل جنيه، لسد العجز، وهذا يعتبر نوعًا من التناقض، ويحتاج إلى توضيح وشفافية، للرأي العام.

• رفض التعامل

تقول ريهام أحمد، موظفة حكومية، إنها تتعامل مع النقود البلاستيكية على أنها «فلوس لعبة».. أو من بنك الحظ، ولا تفضل التعامل بها، وتحاول أن تتخلص منها، والعشرين جنيه الجديدة تشبه «البريزة القديمة» وقريب ستكون بنفس قيمتها، وعلى الرغم من ذلك فإنها أمر واقع لابد منه.

ويقول محمد اسماعيل، موظف بأحد البنوك، طرح النقود البلاستيكية تعتبر مشكلة اقتصادية بشكل عام، وعند طرح الـ 10 جنيهات البلاستيك، رأينا بأعيننا عدم قبول الناس التعامل بها، وذلك لأن فئة كبيرة تعتقد أنها تجلب الفقر، فتتعامل معها بتشاؤم عجيب، وبالتالي من تقع في يده تلك النقود يحاول التخلص منها.

• معادلة محددة

ومن جهته، يقول الدكتور أحمد شوقي الخبير المصرفي عضو الهيئة الاستشارية لمركز مصر للدراسات الاقتصادية الاستراتيجية، إن طباعة النقود لا تأتي هباءً منثورًا، بل أن هناك معادلة محددة لطباعة النقود مرتبطة بالزيادة السكانية، كما أن حجم الطباعة سنويا يزيد أو ينقص قليلًا عن مستوى الـ 850 مليار جنيه.

وأضاف أحمد شوقي لموقع «الموقع» أن طباعة الـ 20 جنيها أو أي فئة أخرى، تكون استبدالا لفئات أخرى قديمة، وذلك لأن العمر الإفتراضي للعملة الورقية ربما لا تزيد على 4 سنوات، وبالتالي يتم سحب العملات الورقية القديمة أو المتهالكة من السوق ويتم إعدامها وإصدار فئات بعمر افتراضي أطول.

• اختبار السوق

وأوضح أنه عند طباعة عملة جديدة وليكن الـ20 جنيها حاليًا، يتم عمل Test للسوق، لمعرفة مدى تقبل الذوق العام لها، وذلك لأن هناك بعض الدول طبقت فيها العملات البلاستيكية ورفض تجارها التعامل بها، كما أن تكلفة طباعة العملات البلاستيكية مرتفعة جدا، وبالتالي الحكومة تستهدف تعويض هذه التكلفة من العمر الافتراضي للعملة مقارنة بالورقية.

وأشار إلى أن هناك احتمالية أن يرفض السوق التعامل بالعملات البلاستيكية، في حالة تم طباعتها «مرة واحدة» ولكن البنك المركزي يتريث في طباعة العملات الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى