الفن المعاصر ورسائل الإمام.. أزهري يحلل لـ«الموقع» خطاب «الطيب»
مدرس حديث: الإمام الأكبر يحمل مسؤولية كبيرة على عاتقه ونثمن جهوده في مواجهة الفكر المتطرف
تعدد وسائل الغزو الثقافي الغربي لمجتمعاتنا جعلته سهل الوصول إلى الصغير قبل الكبير
لابد من تبني المؤسسات التعليمية رؤية لغرس تقاليد وقيم المجتمع لدى النشء الصغير
تشديد الرقابة على الدراما الغربية وحجب ما يخالف ويهدم قيم وأعراف المجتمع
مواجهة الفكر بالفكر من خلال إنتاج أعمال درامية ومسرحية هادفة
شن حملات توعوية ميدانية و عبر السوشيال ميديا يقوم عليها وعاظ الأزهر ورجال الكنيسة
كتبت : منار إبراهيم
وضع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، يده على واحدة من أهم أسباب الانحدار الأخلاقي للمجتمع، و لوح إليها إلى رئيس مجلس الشيوخ، مشيرًا إلى أن الغزو الثقافي أدى إلى محو الأداب العامة التي تربينا عليها مثل مساعدة الصغير واحترام الكبير وأهل العلم، هذا إلى جانب تحجيم دور الأسرة والمؤسسات التربوية تحت شعار التقدم والانفتاح الزائف، مؤكدًا على ضرورة الانتباه إلى خطورة تقليد الدراما الغربية وإنتاج أعمال تراعي قيم المجتمع.
قال الدكتور محمود ابو طه، مدرس الحديث جامعة الأزهر، إن تعدد وسائل الغزو الثقافي الغربي لمجتمعاتنا جعلته سهلًا في الوصول إلى الصغير قبل الكبير، لذا لابد من تغذية القيم لدى النشء، وهذا ما يتطلب حرص المؤسسات التربوية ممثلة في الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم، لتبني رؤية لغرس تقاليد وقيم المجتمع لدى النشء الصغير.
وأضاف مدرس الحديث في تصريحات خاصة لـ «الموقع»، أنه مواجهة الغزو الثقافي يتطلب ضحد أفكاره وتقاليده من خلال تشديد الرقابة على الدراما الغربية، وحجب ما يخالف ويهدم قيم وأعراف المجتمع، وسن القوانين التشريعية لهذا النظام.
وأشار إلى أن الغزو الفكري يستهدف الشباب لأنه الكتلة الأكبر في المجتمع، لذا لابد من مواجهة الفكر بالفكر، وهنا يأتي دور وزارتي الثقافة والشباب والرياضة، من خلال عرض مسرحيات و دراما و أعمال سينمائية هادفة تناسب مجتمعنا و تغرس قيمه و تناهض فكر الغرب، من تنشيط أعمال دور الثقافة في المحافظات النائية.
ولفت إلى ضرورة تكاتف المؤسسات الدينية ممثلة في الأزهر و الكنيسة، من خلال عمل ندوات توعوية للشباب يقوم عليها وعاظ الأزهر و الأوقاف و رجال الكنيسة، وخاصة في المناطق النائية حتى لا يكون مصدر فكرهم “التيك توك”، لذا لابد من عمل حملات توعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتفعيلها في تحصين الشباب ميدانيًا والكترونيًا.
وأكد أبو طه على أهمية عودة الدراما الهادفة، قائلا: ” نحتاج إلى مسلسلات مثل المال والبنون وغيرها من الدراما الهادفة، كفى بلطجة ومخدرات التي دمرت فكر الشباب، ودفعتهم إلى التقليد حتى انهارت أخلاق المجتمع”.
وأختتم حديثه، قائلا: ” الإمام الأكبر يحمل مسؤولية كبيرة على عاتقه، كونه يرمز إلى وسطية الإسلام في العالم ككل، الأزهر هو منارة الفكر المستنير، لذا نثمن جهوده في نشر الوسطية والتعريف بالدين الإسلامي السمح، ومواجهة الفكر المتطرف الذي يتمثل في الغزو الثقافي والفكري لمجتمعنا”.
يذكر أن، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، جمعه لقاءًا وديًا مع المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ، تحدث خلاله عن التقاليد الأصيلة التي تربى عليها أجيال الآباء والأجداد، وحاجة المجتمع إليها الآن أكثر من أى وقت مضى في ظل الغزو الفكرى والثقافى الذى يحاول اختراق عقول الشباب والأطفال ومحو هذه الآداب العامة والتقاليد البناءة كمساعدة المحتاج، وتوقير الصغير للكبير، واحترام علماء الدين والمعلمين، فى ظل ما نراه من انتشار الجريمة بمختلف أشكالها، ومحاولات إقصاء منظومة القيم والآداب، وتحجيم دور الآباء والمدارس والمؤسسات التربوية والثقافية في التربية والتقويم تحت شعارات التقدم والانفتاح الزائفة.
وتطرق الحديث إلى الدور الخطير للدراما، حيث أكد شيخ الأزهر ضرورة التنبه لخطورة تبعية الدراما العربية وتقليدها لما يتم إنتاجه من الدراما الغربية التي تتعارض تماما مع قيمنا الدينية وعاداتنا وتقاليدنا، وتسعى لنشر أفكار لا تمثلنا نحن الشرقيين، وضرورة أن تضطلع الدراما العربية بدور فعال في تقويم المجتمع وزرع القيم الإيجابية، من خلال إنتاج أعمال فنية قيمة تراعى طبيعة مجتمعاتنا وخصوصيتها.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس الشيوخ عن سعادته بتجدد اللقاء مع شيخ الأزهر، مؤكدًا أن فضيلته يمثل رمزا دينيا نفتخر به أمام العالم، وتقديره لمواقف الأزهر من مختلف القضايا المجتمعية والعالمية، مصرحًا «الأزهر هو بيت العائلة العربية والإسلامية، وأحد أبرز القوى الناعمة لمصرنا الحبيبة».