الموقعتحقيقات وتقارير

السياحة الإسرائيلية في مصر..لماذا يفضل اليهود «سيناء» عن باقي دول العالم؟ «الموقع» يفتح الملف

كبير الأثريين لـ «الموقع»: المراهنات والقِمار سبب تواجدهم

كتبت_أسماء مدحت ورقية وائل

ما تزال أصداء نشر الخارجية الإسرائيلية تقريرًا كُشف فيه عن مقتل سائحين إسرائيليين في سيناء منذ عدة أيام، حاضرة حتى الآن مع تأجج مشاعر الغضب لدى المصريين خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي بسبب استقرار الصهاينة في منتجعات طابا ونويبع وإقامة الاحتفالات وغناء الأغاني العبرية على أراضيها، وعلى النقيض الآخر يتساءل البعض لماذا يفضل اليهود سيناء عن باقي دول العالم والتي كتب عليهم “التيه” فيها لمدة أربعون عامًا ؟

من جانبه علق الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين قائلًا:”إن سيناء هامة تاريخيًا ودينيًا بالنسبة للإسرائيليين وجزء منهم يأتي لزيارة أماكن مثل: جبل الشريعة وجبل موسى، ولديهم حنين للمنطقة التي كان يوجد بها سيدنا موسي.

وأضاف في تصريحات لـ«الموقع» أن الجزء الآخر من الإسرائيليين يأتون لأن القِمار والمراهنات أشياء محرمة عندهم وممنوعة دينيًا، فيأتون إلينا لأن الأماكن والفنادق في مصر تسمح بهذه الأشياء، فهم يأتون لممارسة أشياء غير موجوده عندهم.

ومن الناحية الأثرية و التاريخية قال شكري أن الإسرائيليين مرتبطين تاريخيًا ببعض الأماكن مثل: سانت كاترين خاصة منطقة “العليقة” التي تحتوي علي الشجرة الغير قابلة للاستنساخ.

وأوضح أن ٧٠٪ من السياحة ليس لها علاقة بالدين لأنه وفقا لاتفاقية السلام فيسمح بالتبادل السياحي بيننا وبين إسرائيل، فالإسرائيلي يأتي مثله مثل أي ديانة أخرى يأكل ويشرب بنقوده، وطالما أنه لا يضر العقيدة فلا حرج في زيارته لمصر.

وتابع ” أن الدولة متخذة كل إجراءات الأمان معهم، بل على النقيض المصريين هم من قاموا بعمليات عسكرية ضدهم من قبل، لافتًا إلى أنهم يأتون من أجل الرفاهية وليس لأي سبب آخر.

واستكمل أن من يسمح بالسياحة للآخرين فلا يجب أن يبحث في عقيدتهم، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات يأتي إليها كل الأديان وتم بناء معبد يهودي بها، فالسياحة تعني مصدر للدخل وهي مهمة لاقتصاد الدولة، ويجب أن ننمي حركة السياحة سواء باستقبال إسرائيليين أو فرنسيين أو أمريكيين .

وفي هذا السياق قال الخبير الأثري، أحمد عامر، إن الإسرائيليين يحبون سيناء؛ لأنها المكان الذي أخذ فيها سيدنا موسى الألواح وخاصة في “الطور” بالتحديد، وأيضًا جبل موسي الذي حدّث الله سيدنا موسي به .

وأضاف عامر في تصريحات خاصة لـ موقع «الموقع» أن سيناء بالنسبة لهم أرض الميعاد أو المكان الذي سيلتقون فيه، بالإضافة إلى أنها المكان الذي نزل به آية (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى).

وأوضح أن الإسرائيليين يريدون هذا الموضوع لغرض ديني لديهم؛ وهو وجود الألواح التي بها الوصايا العشر، ويقال أن هناك نسخة من هذه الألواح في دير سانت كاترين.

وتابع أنهم يروا أن سيناء أرضهم وليست تابعه لمصر، ولكن سيدنا موسي خرج من مصر، لذلك سيناء ليست تابعة لهم بالإضافة لهذا أنهم رفضوا في البداية استرجاع طابا لنا وهي مكان تجمع الأديان الثلاثة.

وكان قد أعلن الجيش الإسرائيلي عام 2017، أن نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” رصد إطلاق 4 صواريخ من سيناء باتجاه مدينة إيلات الإسرائيلية؛ وأنه تم تفجير 3 منها في الهواء بينما سقط الرابع خارج المدينة، ونشر “أمياتشي ستين” – صحفي بالقناة الأولى العبرية – مقطع فيديو على “تويتر”، يرصد لحظة تفجير إحدى الصواريخ فوق منطقة سكنية.

وأعلن تنظيم “أنصار بيت المقدس” الإرهابي، مسئوليته عن الهجوم عبر منتدى شبكة “الفداء” التابعة له، مشيرًا إلى أنه استخدم صواريخ من طراز “جراد”. وأوضح إن مجموعة من عناصره، أطلقت عدة صواريخ على “تجمعات اليهود الغاصبين” في مدينة أم الرشراش “إيلات”.

نرشح لك : الدكتور أيمن الرقب لـ”الموقع”: الاقتحامات اليهودية لـ«الأقصى» ستؤدي إلى صراع ديني

وفي عام 2004 شهد سلسلة من التفجيرات المتزامنة، شملت تنفيذ هجوم بسيارة ملغومة استهدف فندق “هيلتون طابا” –الذي يقع على بعد مئتي متر فقط من بوابة العبور بين إسرائيل ومصر– أوقع أكثر من 30 قتيلاً وعشرات المصابين من الإسرائيليين ، في ذات التوقيت وبذات الطريقة تم استهداف منتجعين سياحيين، بمدينة نويبع على بعد ستين كيلو متراً في اتجاه الجنوب بسيارتين مفخختين، ما أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين عقب التفجيرات أعلنت ثلاث جماعات غير معروفة، على شبكة الإنترنت، مسؤوليتها عن الهجوم، كما أعلنت جماعة تطلق على نفسها كتائب “شهداء عبد الله عزام”

وآخرها كان يوم الخميس عندما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية مقتل سائحين إسرائيليين وإصابة خمسة آخرين، بحادث سير في شبه جزيرة سيناء المصرية.

بينما بدأ دخول السياح الإسرائيليين إلى مصر عقب اتفاقية السلام «كامب ديفيد» والتي أبرمت بين مصر وإسرائيل برعايةٍ أمريكية عام 1979، والتي تسمح للسياح الإسرائيليين بدخول مصر دون الحاجة إلى تأشيرة سفر، ودائمًا ما يصل الإسرائيليون إلى مصر عبر المنافذ البرية في سيناء، وبالأخص معبر طابا.

وكان يرتكز أغلبية السياح الإسرائيليين في مصر في شبه جزيرة سيناء عن طريق الحدود البرية ويأتون بالأتوبيسات أو وسائل النقل الخاصة، خلال عطلة نهاية الأسبوع أو الأعياد الخاصة بهم وبالأخص عيد الفصح، ويحملون أحيانًا الطعام والشراب ليقيموا في بعض البيوت والأماكن البدوية في مناطق كـ«دهب ونويبع وطابا» بالإضافة إلى الإقامة في فنادق شرم الشيخ.

وبحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي عمرو زكريا، فإن تلك المناطق مصدر جذب للإسرائيليين؛ لأن السياحة أرخص في سيناء عن إيلات، وفي الوقت نفسه طبيعة سيناء تفوق الطبيعة في الشواطئ الإسرائيلية، وأن التكاليف التي يمكن للإسرائيلي أن ينفقها في فندق ثلاث نجوم في إسرائيل، من الممكن أن يقيم بها في فندق خمس نجوم في سيناء، كما أن أغلب السياح يكونون من الشباب ويفضل معظمهم «الكامبات» عن الفنادق لأنها أرخص، وكان الإسرائيليين كثيرًا ما يقصدون منطقة “دهب” وذلك لأنهم يفضلون رياضة التزلج على المياه، كما أن بها أشهر مغاطس في العالم وهو “البلو هول”.

وتحظى محافظة جنوب سيناء بشعبية لدى السياح الإسرائيليين منذ سنوات، ووفقًا لهيئة المطارات الإسرائيلية فإن 1.4 مليون إسرائيلي عبروا إلى سيناء بسيارات عام 2019، في حين أن شهدت أعداد السياح الإسرائيليين الوافدين إلى مصر تباينًا، خلال العقدين الماضيين، فبلغت ذروتها في عهد مبارك فيما تقلَّصت أعدادهم عقب ثورة 25 يناير 2011.

في حين أن الواجهة السياحية الثانية المفضلة للإسرائيليين كانت تركيا حيث سجلت حسب التقييمات، رقمًا قياسيًا خلال الأعوام الماضية وبلغ عدد السياح نحو 560 ألفًا، وكان معظم السياح الإسرائيليين الذين يزورون تركيا هم من المجتمع العربي.

كما كانت سيناء تمثل ثغرة خطيرة، تمكن الأعداء من خلالها، غزو مصر، وصارت مطمعًا ومغنمًا كبيرًا لليهود الذين اعتبروها «أرض الخراب» وأكدوا أن سيناء وردت في التوراة باسم «حوريب» أي «الخراب»، والأغرب أن اسمها ورد في اللغة المصرية القديمة وكتبت بالخط الهيروغليفى «توشريت» أي أرض الجدب والخلاء.

وكانت السياحة الدينية التي كان يقصدها اليهود الإسرائيليين وغير الإسرائيليين، تقتصر على مولد “أبو حصيرة” السنوي في محافظة البحيرة، والذي يحضره الكثيرين من اليهود الإسرائيليين والمغاربة والفرنسيين والأمريكية، إلى جانب معبدين الأول في مجمع الأديان بمصر القديمة، والآخر في شارع عدلي بمنطقة العتبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى