الموقعتحقيقات وتقارير

السفيرة نميرة نجم رئيس المرصد الإفريقي للهجرة: التغير المناخي خطر يهدد العالم(حوار)

منطقة «الدلتا» في مصر من أكثر 3 مناطق مهددة في العالم بالغرق.. والبحر يستعد لابتلاع جزر «ساوتومي وسيشل وموريشيوس»

توقعات بنزوح 150 مليون أفريقي بسبب التغيرات المناخية

إفريقيا تحتاج لتريليونات الدولارات لمواجهة التغيرات المناخية وإحداث تنمية.. ونأمل أن تفي الدول الكبرى بتعهداته

المرصد الإفريقي للهجرة دخل في شراكة مع البنك الدولي والأمم المتحدة لتغير المناخ لمكافحة “الهجرة المناخية”

الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قارة إفريقيا لا تتجاوز الـ5% من الانبعاثات الكربونية العالمية

كتبت- دعاء رسلان

التغيرات المناخية، أصبحت الرعب الأكبر الذي يهدد الحياة على كوكب الأرض، بسبب انبعاثات الكربون، التي أدت لزيادة الاحتباس الحراري، وهو ما دفع العالم للمشاركة في قمة المناخ Cop27، لبحث سبل مواجهة أضرار التغيرات المناخية.

بالرغم من الأضرار التي ضربت وما زالت تضرب دول العالم بسبب التغيرات المناخية، إلا أن دول إفريقيا تعد أكثر القارات المهددة بمخاطر جسيمة بفعل التغيرات المناخية.

الموقع” يحاور السفيرة الدكتورة نميرة نجم، رئيس المرصد الإفريقي للهجرة للحديث عن أزمات إفريقيا بسبب التغيرات المناخية، والحلول اللازمة لمكافحة انبعاثات الكربون… وإلى نص الحوار..

– في البداية.. ما هو دور المرصد الإفريقي للهجرة في قمة المناخ؟

المرصد الإفريقي للهجرة دخل في شراكة كجزء من الإتحاد الإفريقي مع البنك الدولي والأمم المتحدة لتغير المناخ، ومنظمة الهجرة الدولية، بالإضافة إلى مجموعة من الشركاء الآخرين، وتأتي الشراكة فيما يتعلق بالهجرة المناخية.

كما أن الاتحاد الإفريقي تواجده كبير في اجتماعات قمة المناخ Cop2، سواء بوجود رئيس المفوضية في جلسات رؤساء الدول أو مع وجود وفد كبير في المنطقة الزرقاء كمراقب في المفاوضات.

– ما هي الهجرة المناخية؟

الهجرة المناخية، هي هجرة مرتبطة بتغير المناخ، وهي الهجرة التي تأتي بسبب التغيرات المناخية، التي باتت تصب مخاطرها على القارة السمراء.

– ما آثار التغيرات المناخية على قارة إفريقيا؟

الانبعاثات الكربونية التي تخرج من القارة الإفريقية كلها لا تتجاوز الـ5% من الانبعاثات الكربونية العالمية، التي تؤدي للاحتباس الحراري، لذلك فإن المشاركة الإفريقية في التغير المناخي أمر شديد الأهمية، لأن التداعيات على إفريقيا من الانبعاثات الكربونية تصل إلى حدوث فيضانات على بعض المناطق والجفاف على مناطق أخرى وارتفاع منسوب المياه في البحار، حيث يؤدي ارتفاع منسوب المياه في البحار حول إفريقيا إلى تهديد لبعض الجزر وكذلك الدول الشاطئية، المهددة بالانغمار تحت المياه.

– كم سيصل عدد النازحين في إفريقيا بسبب التغيرات المناخية؟

من المتوقع أن يصل أعداد النازحين بسبب التغيرات المناخية في إفريقيا إلى ما يقرب من 110- 150 مليون نازح إفريقي، بالإضافة إلى الأسباب الأخرى للنزوح في الدول الإفريقية سواء الداخلي أو الخارجي.

– ما هي الأسباب الأخرى للنزوح في الدول الإفريقية بجانب التغيرات المناخية؟

يوجد أسباب مختلفة التي تؤدي لنزوح الأفارقة بخلاف التغيرات المناخية سواء النزوح الداخلي أو الخارجي، ومنها عدم الاستقرار والأمن والأوضاع الاقتصادية وغيرها من الأمور الأخرى، ولكن أضيف إلى كل هذه الأبعاد البعد المناخي، الذي يزيد من الكارثة على القارة الإفريقية.

نرشح لك: على هامش فعاليات مؤتمر COP27: وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تلتقي وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات لبحث تعزيز سبل التعاون

ماذا يستهدف مرصد الهجرة الإفريقي في قمة المناخ؟

نحن في قمة المناخ Cop27، نحاول العمل بشكل مبدأي في الجانب المناخي من قبل المتخصصين في مفوضية الاتحاد الإفريقي، في إطار التغيرات المناخية والجوانب الخاصة بالمناخ، بالإضافة إلى دور المرصد في معالجة الجانب الخاصة بالهجرة المناخية، ولذلك تم عمل العديد من الفعاليات، بالتعاون مع المركز العالمي للهجرة المناخية، وهو من العاملين الفعالين في المبادرة الخاصة بالهجرة المناخية الإفريقية، وقد انتهت هذه الفعاليات بالاتفاق على التوعية بما يتعلق بالهجرة المناخية في إفريقيا، وأهمية جمع البيانات والمعلومات وتحليلها سواء كيفية جمع هذه المعلومات والأدوات التي يمكن استخدامها للتحليل من أجل وضعها أمام متخدي القرار في الإتحاد الإفريقي والدول الإفريقية، حتي يمكن الاستفادة منها في التخطيط المستقبلي لحماية الأماكن الأكثر تهديدا والمواطنين الأفارقة، وكيفية العمل في المناطق المهددة بالتغيرات المناخية، وزيادة توعية المواطنين القاطنين فيها، وتحويل بعض الأدوات البيئية حتى يستمروا في مدنهم والقرى الخاصة بهم وتستمر المناطق في كونها قابلة للسكن.

– ما مصير مصر بالنسبة للتغيرات المناخية؟

في مصر تعد منطقة الدلتا من أكثر 3 مناطق مهددة في العالم بالغرق، ولكن الحكومة المصرية، نفذت العديد من المشروعات المرتبطة بالحد من مياه البحر في تآكلها للأرض، وتحويل بعض الزراعات في شمال الدلتا إلى زراعات يمكنها مواكبة التغيرات المناخية، وعلى سبيل المثال كان هناك زراعة الأرز تعتمد على إغمار الأرض بالمياه، ولكن الآن يتم استخدام محاصيل من الأرز تعتمد على الري بالتنقيط بالإضافة إلى زرع أنواع مختلفة من الأرز، حتي يمكن الاستمرار في زراعتها، كما تم العمل على تحويل بعض الأراضي غير الصالحة لزراعة بعض أنواع المحاصيل بسبب ملوحة الأرض، تم البدء في تحولها لزراعة أشجار الفاكهة لأنها تعد أكثر مقاومة للتغيرات المناخية وأيضًا يمكن الاستفادة منها.

– ما أكثر الدول الإفريقية المهددة بأضرار التغيرات المناخية؟

تعتبر كافة الجزر الصغيرة على غرار: “ساوتومي، وسيشل، وموريشيوس”، وكافة هذه الجزر حول تنزانيا، بالإضافة إلى الجزر المحيطة بـ”زنجبار” وهي جزر صغيرة، مهددة بارتفاع مستوى سطح البحر، كما يؤجد العديد من المناطق الشاطئية في إفريقيا مهددة بالتغيرات المناخية مثل: “الدلتا في مصر”.

ويعيش الصومال والشرق الإفريقي حالة من التهديد الكبير بالجفاف، وعلى سبيل المثال المغرب، الذي كان من المفترض بدأ موسم الأمطار فيه، ولكن حتى الآن لم تمطر إلا القليل، وهو أمر خطير، بالنسبة للدول التي تعتمد في المياه، على مياه الأمطار، إلى جانب الفيضانات، فهناك دول من الشرق الإفريقي تعاني من الفيضانات، بسبب السيول المفاجئة، وكذلك الجنوب الإفريقي، قد تعرضت مصر لفترة من السيول، وخصوصًا في منطقة الدلتا، مع عدم تعرض مناطق في مصر للأمطار على الإطلاق.

في الجنوب، منذ عامين تعرضت بحيرة فكتوريا لارتفاع في مستوى المياه بسبب السيول المفاجئة، حتى أصبحت الفنادق المحيطة بها مغمورة بالمياه.

– كم تحتاج الدول الإفريقية لمواجهة التغيرات المناخية؟

المبلغ الحقيقي الذي تحتاجه دول إفريقيا لمواجهة التغيرات المناخية وحدوث أشكال التنمية في القارة السمراء، فهو ترليونات الدولارات، ولكن حتى الآن التعهدات التي تتعدى مئات الملايين من الدولارات، لم تكتمل بعد، ونأمل أن تفي الدول الكبرى بتعهداتها، خصوصًا أننا منذ قمة مؤتمر جلاسكو لتغير المناخ وحتى قمة المناخ Cop27 المنعقدة حاليا في شرم الشيخ، ما زال هناك بعض التعهدات التي لم يتم الوفاء بها، ونحن الآن لا ننسى أننا خرجنا من آزمة “كوفيد-19″، التي جعلت الاقتصادات الهشة تعاني بشكل كبير، بالتالي هناك حاجة حقيقية لبرامج تتم على أرض الواقع لمواجهة التغيرات المناخية وبناء مراكز للإنذار المبكر بمخاطر التغيرات المناخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى