الحياة تعود لـ بيروت وغزة تترقب.. متى تنتهي حرب الإبادة على القطاع؟ “خاص”
المستشار القانوني السابق للناتو: وقف إطلاق النار على لبنان يرتبط بالتوافق الدولي
كتبت : أسماء عصمت
احتفلت بيروت في مشهد يبعث بالأمل، مؤخرًا بعد شهور من الحرب بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الاسرائيلي بعودة الحياة إلى طبيعتها منذ فجر الأربعاء بعد فترة من الاضطرابات والأزمات.
في جنوب لبنان، تتجلى الفرحة على وجوه النازحين الذين عادوا إلى ديارهم، بينما تغطي الأعلام اللبنانية الساحات الرئيسية، وظهر في المشهد الجيش اللبناني، الذي قام بتعزيز الأمن في جميع الأحياء؛ للحفاظ على النظام وحماية المواطنين، ما يعكس حالة من الاستقرار النسبي التي نال إشادة الشعب اللبناني.
فرح مكبل بقيود الاحتلال
وعلى النقيض، قررت قيادة الجبهة الداخلية التابعة للاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، الإبقاء على القيود الأمنية المفروضة في منطقة شمال الأراضي المحتلة، بالرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان.
وتضمنت تلك القيود إغلاق المدارس واعتماد التعلم عن بعد، ومنع التجمعات والبقاء بجانب الملاجئ والأماكن المحصنة، بالإضافة إلى منع عودة المستوطنين إلى مستوطنات الخط الأول في شمال الأراضي المحتلة.
على خٌطى لبنان متى يأتي دور غزة؟
حالة من الترقب سادت المشهد بعد انفراجة لبنان، في ظل تعقد المفاوضات متى سيتم وقف النار على غزة؟، في آخر تصريحات له، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن استمرارية المفاوضات الهادفة إلى الوصول لحل سياسي شامل، مؤكدًا أن هناك “فرصًا حقيقية” للتوصل إلى اتفاق ينهي التوترات الحالية.
وحسب التقارير، طالب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بوقف إطلاق النار بشكل مباشر في جنوب لبنان، لكن هناك معلومات تشير إلى دعمه للمفاوضات السلمية مع إسرائيل وحلفائها.
وتشير المصادر إلى أن مسؤولين إسرائيليين يخططون لوقف إطلاق النار كـ”هدية” سياسية لترامب، في إطار المحادثات التي قد تشمل انسحاب مقاتلي حزب الله من بعض المناطق الحدودية.
بينما كان رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أكد في وقت سابق عن استكمال العمليات العسكرية في القطاع، مؤكدًا أن القوات الإسرائيلية لن توقف عملياتها إلا بعد تحقيق أهدافها العسكرية
بين التصريحات والوقائع: غزة تنتظر وبيروت تحتفل
وفي ظل هذه التصريحات المتناقضة، يتزايد القلق بين سكان غزة، الذين يتساءلون عن متى ستنتهي الأوضاع الراهنة، وما إذا كان الأمل في العودة إلى الحياة الطبيعية قريبًا.
في هذا الصدد، قال الدكتور أيمن سلامة، المستشار القانوني السابق لحلف الناتو وعضو لجنة مصر للشؤون الخارجية بالمجلس المصري، إن الظروف المحيطة على جميع المستويات والأصعدة مختلفة في السياق اللبناني عن قطاع غزة.
وأضاف مستشار حلف الناتو السابق في تصريحات خاصة لـ “الموقع”، أن قرار وقف إطلاق النار على لبنان، يرتبط بالتوافق الدولي على هذا القرار متمثلًا في الوسيط الدولي الممثل بكل من الولايات المتحدة وفرنسا، وهذا التوافق الدولي يغيب عن الأوضاع في قطاع غزة خاصة بعد تعليق قطر وساطتها الدولية بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
وأوضح أن السيطرة على الأوضاع في لبنان، يرتبط بسهولة حصول إسرائيل على ضمانات أمنية وعاونتها في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، ولكن في حالة قطاع غزة المطالب الأمنية مستحيلة لإسرائيل وعجزت عن تحقيقها حتى الآن.
ولفت سلامة إلى أنه جرى التوصل لأهم آلية لمراقبة وقف إطلاق النار في لبنان، وهو ما يزيد فرص استمرار وقف إطلاق النار الدائم في لبنان، على النقيض قطاع غزة الذي شهد منذ عام 2008 أول صراع مسلح بين إسرائيل المحتلة وحماس رفضت إسرائيل كل المبادرات والمقترحات التي قدمتها الوسطاء الدوليين من أجل إنشاء آلية لوقف إطلاق النار كالتي حدثت في لبنان.
وفي النهاية، نوه المستشار القانوني السابق للناتو، أن قرار وقف إطلاق النار على غزة سيكون أكثر تعقيدًا لصعوبة الحصول على ضمانات من الطرفين، خاصة أن إسرائيل ترفض دوما منذ ١٩٥٦ إنشاء أي آلية متعددة الجنسيات للمراقبة في جميع الأراضي المحتلة.