«البداية فرصة والنهاية فخ كبير».. منصات الاستثمار وحيل النصب لصيد محبي الربح السريع «تقرير»
مواطنون: البداية كانت بلايك وربح 200 جنيه وانتهت بالنصب عليّا في 285 ألف جنيه
كتبت : أسماء عصمت
انتشرت مؤخرًا منصات الاستثمار التي تعد بأرباح خيالية وسريعة عن طريق العمل بالمنزل عبر الهاتف، وتحت شعار “بدل ما تضيع وقتك على الإنترنت، استخدم الموبايل وأنت قاعد مكانك واحصل على دخل بالآلاف”، وقع الكثير من المواطنين في فخ هذه المنصات الوهمية، بعد أن بدأوا استثمار أموالهم على أمل تحقيق الثراء السريع، تحولت أحلامهم السهلة إلى كوابيس بعد اكتشاف أنهم كانوا ضحايا احتيال منظم.
اتخذت عمليات النصب الإلكتروني أشكالًا عديدة، أبرزها: منصات تداول العملات الرقمية والفوركس المزيفة وتصمم هذه المنصات لتبدو احترافية للغاية، باستخدام واجهات جذابة وتقارير وهمية توحي بتحقيق أرباح، تطبيقات وهمية تقدم وعودًا بعوائد سريعة لكنها تسحب الاموال بمجرد إيداعها، التسويق الشبكي المشبوه ويعتبر هذا الأكثر انتشارا ويعتمد على إقناع الضحية بمكسب وهمي ليطعمه ويجذب آخرين، ويستمر الهيكل حتى تنهار المنظومة برحيل المحتالين.
ضحايا النصب الإلكتروني يروون حكاياتهم لـ «الموقع»
ففي البداية، روى عبد الله، أحد ضحايا النصب الإلكتروني، كيف دخل إلى هذا العالم الذي خرج منه بخسارة 285 ألف جنيه، قائلًا: “البداية كانت مع استقبال رسالة من رقم غير معروف على الواتساب، من شخص يدعي أنه يمثل شركة دولية تبحث عن موظفين للعمل عن بُعد، حيث وعدوني بدفع مقابل “إتمام مهام بسيطة” عبر الإنترنت”.
وتابع: “تواصلت معهم، وكانوا محترفين في حديثهم، وأعطوني تطبيقًا للتواصل وأداء المهام، بدأت في تنفيذ مهام بسيطة مثل عمل “لايكات” على منتجات عبر منصاتهم، وفوجئت بتحويل 200 جنيه على حسابي بعد إتمام المهمة، مما جعلني أشعر بالثقة”.
200 جنيه طٌعم لصيد الملايين
وأضاف عبد الله: “مع مرور الوقت، زادت المهام وكُلفت بمشاريع أكبر، وأكدوا لي أن العوائد ستزيد كلما أنجزت المزيد من المهام، بدأوا في إقناعي بضرورة زيادة استثماراتي لتحقيق أرباح أكبر، فبدأت أرسل مبالغ تتراوح بين 10,000 إلى 25,000 جنيهًا، ثم طلبوا مني دفع “رسوم إضافية” لتتم عملية سحب الأرباح، وهو ما دفعني إلى إرسال مبالغ أكبر حتى وصلت المبالغ التي أرسلتها إلى 285 ألف جنيه”.
وأشار إلى أنه عندما طلب بسحب الأرباح الأخيرة، طالبته الشركة بدفع 30,000 جنيهًا كرسوم لتحويل الأموال، بالإضافة إلى مبلغ ضرائب، وعندما حاول التواصل معهم تجاهلوا رسائله، وعندما توقف عن إرسال الأموال، قاموا بحظره واختفى حسابهم.
ولفت إلى أن رحلته المأساوية انتهت بالذهاب إلى مباحث الإنترنت، قائلا: “تقدمت ببلاغ إلى وحدة مكافحة جرائم الإنترنت في وزارة الداخلية، وأخبروني أن هذه المجموعات تعمل بأساليب احترافية من خارج مصر، مما يجعل تعقبهم أمرًا صعبًا”.
وعد بالثراء تحول إلى فخ كبير
من جانبها، قالت هدى، إحدى ضحايا النصب الإلكتروني: “وصلتني رسالة على الإنترنت لعرض فرصة بناء شبكة استثمارية من البيت، وقالوا لي لو جبت ناس تانية عشان ينضموا هكسب فلوس كتير”.
وأضافت ربة المنزل: “تحمست جدًا وقررت أستثمر مبلغ كبير عشان ابدأ، وفعلاً جبت أصدقائي وأقنعتهم يدخلوا معايا بعد فترة اكتشفت إن كل ده كان كذب، وكل حاجة كانت وهم”.
الخسارة فلوس و سمعة
وتابعت: “مش بس خسرت كل مدخراتي، لا، كمان الناس اللي جبتهم بدأوا يطلبوا فلوسهم مني، وبقيت أنا المسؤولة قدامهم لأنهم وثقوا فيّا، و في الآخر اللي كانوا ورا العرض اختفوا وما عرفتش أرجع فلوسي ولا فلوسهم، وبعد ما وعدوني بشغل من البيت وفلوس مضمونة النهاية كانت دين وخراب”.
من حلم الاستثمار إلى صدمة الاختفاء
أما محمد، شاب ثلاثيني استثمر مبلغ 30 ألف جنيه في منصة تدعي الاستثمار في العملات الرقمية، يقول: “كل شيء بدى احترافيًا، من تقارير الأرباح إلى خدمة العملاء لكن عندما حاولت سحب الأرباح، اختفى كل شيء”.
وأكمل: “كنت بدوّر على شغل أزيد به دخلي، لقيت اعلان عن شغل من البيت من خلال شبكة استثمارية تضمن تحقيق أرباح فلوس كثيرة، الفكرة عجبتني وقلت أجرب، خصوصًا إنهم كانوا بيقولوا كلام مقنع جدًا ووعدوني بأرباح مضمونة”.
واختتم محمد حكايته مع عالم النصب الإلكتروني، قائلا: “اللي حصل كان أكبر كارثة في حياتي وخسرت كل فلوسي”.