بعد اضطرابات دامت لأكثر من 10 سنوات في العلاقات المصرية التركية، عادت المياه إلى مجاريها، ولاسيما بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، تلبية لدعوة نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وردًا على زيارته التي قام بها إلى مصر خلال الأشهر الماضية، وسط ترحاب في كلا من الدولتين، وبداية زخم اقتصادي يعود بالنفع على كلامها، ولاسيما بعد توقيع مذكرات في مختلف المجالات على هامش الزيارة.
الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي يقول إن، العلاقات المصرية التركية بصلتها التجارية لم تتأثر خلال فترة الاضطراب السياسي أي خلال الـ10 سنوات الماضية، كما أن الميزان التجاري المصري التركي متوازن، أي الصادرات المصرية إلى تركيا، والصادرات التركية إلى مصر تقريبا متساويين، ومريح للطرفان، خلاف الميزان المصري الصيني، الذي يميل ناحية الصين.
وأضاف الدكتور أنيس خلال حديثه لموقع «الموقع» أن التطور الحالي وتطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، وإزالة أسباب الخلافات السياسية، سيؤدي إلى زيادة حجم الاستثمارات التركية في مصر، وتحديدًا في قطاعات الأنسجة والمنسوجات والملابس الجاهزة، والصناعات الزراعية والصناعات الغذائية.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن مصر بحاجة إلى مزيد من استثمارات في كلا القطاعين لتقليل فاتورة الاستيراد، بخلاف أنها قطاعات لها فرص تصديرية، وطبيعة الأتراك البحث عن التصدير وليس الاستهلاك في السوق المحلي الذي يستثمرون فيه، وصادراتهم تغزوا الأسواق الألمانية وأوروبا، ودول اسيا الوسطى، وبالتالي تصنيعهم في مصر وتصدير منتجاتهم لنفس هذه الأسواق من شأنه أن يرفع معدل الاستثمارات التركية في مصر مع زيادة الصادرات من مصر عبر هذه الصناعات التركية.
تستهدف كلا من مصر وتركيا زيادة حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار، وذلك بالتزامن مع أول زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أكثر من 10 سنوات، وتلبية لدعوة نظيره التركي رجب طيب اردوغان، والتي شاهدت بالتأكيد مناقشات ومشاروات حول العديد من المشروعات والاتفاقيات التي تدعم زيادة حجم التبادل التجاري إلى الرقم المذكور.
وثيقة حكومية اطلع عليها موقع «الموقع» كشفت أن هناك مباحثات حول إعادة تشغيل خط النقل البحري الرورو والذي يقدم تسهيلات لنفاذ الصادرات المصرية إلى اوروبا عبر الموانيء التركية، وكذلك نفاذ الصادرات التركية إلى دول الخليج من موانيء دمياط وبورسعيد.
كما أن الفترة الماضية تم اتخاذ بعض الخطوات التي تستهدف زيادة الاستثمارات التركية إلى مصر منها أن اقتصادية قناة السويس وضعت حجر الأساس لمشروع أروغلو غارمينت للملابس الجاهزة باستثمارات 40 مليون دولار على مساحة 64 أبف متر مربع، ومن المخطط زيادتها إلى 400 ألف متر مربع، إذ أنه سيوفر فرصة عمل لـ 2750 عاملا بحلول 2025.