احتفال مميز بمرور 70 عامًا على تأسيس معهد الدراسات القبطية
كتب- أحمد عادل
شارك شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، في الاحتفالية التي نظمتها إدارة معهد الدراسات القبطية بمناسبة مرور سبعين عامًا على إنشاء المعهد، بالإضافة إلى الاحتفال بمرور 12 عامًا على جلوس قداسة البابا تواضروس الثاني على كرسي القديس مارمرقس. كما شهدت الاحتفالية أيضًا تخريج عدد من دفعات المعهد. أقيمت هذه الاحتفالية في المقر البابوي في منطقة العباسية، بحضور الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، وعدد من رؤساء وعمداء الجامعات المصرية وأساتذتها، وكذلك العديد من الشخصيات العامة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
وخلال الاحتفال، ألقى شريف فتحي وزير السياحة والآثار كلمة أعرب فيها عن سعادته البالغة بتلقي دعوة من قداسة البابا تواضروس الثاني للمشاركة في هذه المناسبة الهامة، مشيرًا إلى التنوع الكبير الذي يتمتع به المعهد من حيث التخصصات الأكاديمية. وأوضح الوزير أن المعهد لا يقتصر على الدراسات الدينية فقط، بل يضم العديد من الأقسام الأكاديمية مثل القانون والثقافة والفن والتراث المعماري والتوثيق الموسيقي، مما يعكس إسهامه الكبير في جميع المجالات. كما تحدث عن ما شهده من شغف كبير لدى العاملين في المعهد أثناء شرحهم لإنجازات المعهد، مؤكدًا أن هذا الشغف هو ما يصنع النجاح الحقيقي.
وأكد الوزير أن التعاون بين وزارة السياحة والآثار ومعهد الدراسات القبطية يشهد نموًا مستمرًا، مشيرًا إلى الدور الهام الذي يلعبه المعهد في اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية. كما تناول الوزير أهمية التعاون المشترك بين الوزارة والمعهد في مجالات الترميم والتوثيق الأثري لعدد من المواقع التاريخية في مصر.
وأشار شريف فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحًا أن هناك بعض المواقع على هذا المسار جاهزة بالفعل لاستقبال الزوار والسائحين، بينما هناك بعض المواقع الأخرى التي تحتاج إلى تطوير ليتمكنوا من استقبال الزوار. وأكد الوزير أن هذا المشروع يعكس اهتمام الحكومة المصرية بتطوير السياحة الدينية في البلاد.
من جانبه، بدأ قداسة البابا تواضروس الثاني كلمته بتأكيد أهمية الغنى الحضاري الذي تمتلكه مصر، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية لا تقتصر فقط على الحضارة الفرعونية، بل تمتد لتشمل الحضارة القبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية. كما تحدث عن تاريخ إنشاء معهد الدراسات القبطية، الذي يعتبر منارة للبحث والدراسة في مجالات متعددة، موضحًا أن تأسيس هذا المعهد كان فرصة مهمة لجمع وتوثيق التراث القبطي الذي تمتلكه مصر.
وأشار البابا تواضروس إلى أن المعهد، الذي مر بسبعين عامًا من التقدم والإنتاج العلمي، لا يزال يقدم الكثير من القيم والمبادئ التي تساهم في تعزيز الثقافة المصرية. وأشاد بالفكرة التي تبنتها الدولة المصرية لإصدار عملات تذكارية بهذه المناسبة، بما يعكس تقدير الدولة لجهود المعهد في الحفاظ على التراث الثقافي المصري. وأعرب عن شكره لجميع الحضور على حرصهم في المشاركة في هذا الاحتفال.
وخلال الاحتفالية، تم عرض فيلم وثائقي قصير يسلط الضوء على تاريخ المعهد وأبرز المحطات التي مر بها منذ تأسيسه. كما تم افتتاح معرض تاريخي وفني يضم مجموعة من الأعمال الفنية التي أنتجها طلبة المعهد، بالإضافة إلى مجموعة من البوسترات التي تعرض وثائق تاريخية عن المعهد وأسماء المؤسسين الأوائل له وعمدائه السابقين. كما احتوى المعرض على عدد من العملات التذكارية التي أصدرتها وزارة المالية ممثلة في مصلحة الخزانة العامة، بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء، حيث تضمنت العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، وكذلك عملات أخرى تخص مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر. كما ضم المعرض ميداليات تذكارية خاصة بحياة السيد المسيح.
وفي ختام حديثه، أعرب وزير السياحة والآثار عن إعجابه بالعملات التذكارية التي تم إصدارها، مؤكدًا أنها تمثل فرصة جيدة للترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خاصة في المعارض الدولية التي تشارك فيها الوزارة.