أراء ومقالاتالموقع

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع»..نيران الكنائس وأزمات التقييم

بينما نتابع عن كثب التعديلات الوزارية الجديدة، والسياسات المفترض اتباعها فى المرحلة القادمة، نفاجع بحادث كارثى، ربما لم يصب الأقباط بقدر ما أصاب مصر ومستنيريها، على إثر حريق كنيسة أبوسيفين بمنطقة المنيرة حى إمبابة، وهو ما أسفر عن استشهاد 42 مصريا _ بينهم أطفال وكاهن الكنيسة أبونا عبد المسيح بخيت_ أيضا إصابة العشرات، ذلك خلال صلوات قداس الأحد والمعتاد إقامتها بنفس الكنيسة.. لنطالع باندلاع النيران فى كنيسة الأنبا بيشوى بالمنيا الجديدة ، ومن ثم التدمير الكامل للطابق الأول.. وبين الحريقين آخر بالقرب من كنيسة الأنبا موسي بإحدى مناطق الجيزة تمت السيطرة عليه.. والعجيب أن حريق كنيسة المنيا اشتعل بعد دقائق من انتهاء كرنفال ، كان يضم المئات من أطفال الكنيسة.

والحقيقة فإن حجم التعقيدات والمسيطرة على المشهد، كفيلة أن تفقدك القدرة على تعاطى الأمور والخوض فيها، أو حتى الإلمام بملابساتها، بدءا من دلالات وعوامل توقيتات وانتقاء أماكن، مرورا بمجريات أحداث تدعو للتساؤلات والتوقف عندها، وحتى احتياطيات السلامة وإجراءات الأمان الغائبة عن عدد يذكر من الكنائس.

أنت ككاتب أو صحفى أو حتى محلل للأوضاع ، منوط به التحليل والتقييم لأزمات وقضايا شديدة التشابك والتداخل..

وبمجرد تعاملك مع ملف بحجم وخلفية الملف القبطى.. الملف والأكثر حساسية وتعقيدا من بين الملفات المصرية.. تجد نفسك عاجزا أو على الأقل غير قادر على تناول الأمر والتعامل معه..

أنت محاصر من تاريخ من التعسف مع الكنائس.. آليات تراخيصها وإنشائها.. _ وإن ساهم القانون الخاص ببناء وترميم الكنائس2016 في تغيير بعض الأوضاع_ .. محاصر من العقود الماضية والتى شهدت صدامات تذكر بين الدولة والكنيسة والمؤثرة بدورها حتى وقتنا هذا.. محاصر أيضا من معاناة الأقباط القاسية مع الجماعات المتشددة.. بل محاصر من تكرار أزمات مفجعة.. شواهدها ليست دامغة.. فى حين أن شهودها العيان لديهم الكثير فى جعابهم.. وبين الشواهد والشهود ضاعت القضية.. بلغة الصحافة أنت لا تملك الوثيقة أوالمستند.

أنت محاصر بين صرخات أم ترفض التعزية ، وبين رأى عام يطالبك بالحقيقة، وربما يبحث عنها أكثر منك.. محاصر بين وطن يستحق الاستقرار والأقسى هو حصارك من قبل دورك وواجبك!
عموما ننتظر جديا تحركات الأجهزة المعنية بخصوص تقديم التسهيلات اللازمة للكنائس، وخصوصا المغلقة والبعيدة عن معايير وإجراءات السلامة، وإفساح المجال أمامها من أجل تهيئة الأوضاع وتخطى الأزمة، وللموضوعية فإن تحركات الدولة جاءت أكثر من مسؤولة، فيما يخص التحرك والمتابعة، وبناء على توجيهات الرئيس السيسي وتعليماته، لا سيما للوزارات والأجهزة التنفيذية المختلفة .. يا رب السلام لمصر قيادة وشعب…

اقرأ ايضا للكاتب :

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع».. تحولات سياسية فى المشهد العربى

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع»رؤية تحليلية لوثيقة سياسة ملكية الدولة

إيرينى سعيد تكتب لـ«الموقع» فى واقعة استشهاد أبونا«أرسانيوس» .. ماذا لو تبادلنا الأدوار؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى