الموقعتحقيقات وتقارير

«إنما الأمم الأخلاق».. أين ذهبت شهامة ومروءة المصريين؟..« ملف الموقع»

مواطنون: المسلسلات الدرامية التى تحتوى على عنف وبلطجة أدت إلى تدني القيم المجتمعية

خبير نفسي: انعدام القيم وفقدان القدوة تؤدى إلى انهيار الأخلاق

كتب- أسامة محمود

حالة من “الانفلات الأخلاقى” يشهدها المجتمع المصري فى الآونة الأخيرة، ادى إلى ظهور الكثير من عمليات العنف وتنتهى بجرائم بشعة غريبة على الشعب المصري، المتدين بطبيعته والمحافظ على العادات والتقاليد واحترام القيم الانسانية والمجتمعية، ولكن تكررت الجرائم وأعمال العنف مؤخرا “قتل، وذبح،اغتصاب”بشكل يدعو للوقوف على أسباب انتشار هذه الجرائم ، بعد ان ابتعد الكثير عن الأخلاق والقيم الانسانية وحل مكانها اعمال العنف والبطجة التى تؤدى فى النهاية إلى الجرائم البشعة التى نشاهدها فى الفترة الحالية.

ولنا فى أبيات أمير الشعراء أحمد شوقى مثال على ذلك بعد رحيله ولكن كلماته مازلت مستمرة إذ يقول “إنمـا الأمم الأخـلاق مـا بقيت.. فـإن همو ذهبت أخلاقهم ذهـبـوا” والتى تؤكد أن التمسك بالأخلاق سبب بقاء واستقرار الدول والمجتمعات وتقدمها وازدهـارهـا، فـالأمم تضعف إذا ما تراجعت فيها الأخـلاق وتـهـاوت القيم والمبادئ الراسخة.

نرشح لك: من النحر إلى الخنق.. جرائم الشابو تهز مصر

وفى التحقيق التالى يرصد “الموقع” أسباب تدنى الأخلاق والقيم الانسانية فى الشارع المصري والعوامل التى ساهمت فى تراجع الشهامة والمروءة للمواطن المصري، بعد أن زادت اعمال العنف والجرائم غير أخلاقية فى المجتمع خلال الفترة الماضية.

وفى الفترة الأخيرة شهدت الشارع المصري الكثير من مظاهرالعنف والبلطجة، فنرى ونسمع بين حين وأخرعن أب يقتل أولاده، وابن ينهى حياة والده أو والدته لتعاطى المخدرات، أولأخذ الميراث، وشقيق ينهى حياة شقيقته، وزوجة تقتل زوجها بمعاونة عشيقها والعكس زوج يقتل زوجته وعشيقها، بل وصل الأمر إلى المدارس والجامعات، ونرى طلاب يعتدون على مدرسهم، الذى يعد القدوة والمثل على الطالب ان يتعلم منه، بالاضافة إلى مظاهر وحالات التحرش والاغتصاب التى باتت مظاهر نراها يوما بعد يوم فى الشارع المدارس، حتى وصلت إلى المصالح الحكومية.

كما ظهرت أيضا عمليات او معدلات السرقة وكثرة اللصوص والقتل والرشوة وعقوق الوالدين وانحدار لغة الخطاب ورواج الألفاظ البذيئة والمسيئة بين الكبار والصغار وانحرافات السلوك والذوق العام، والتى أدت فى النهاية مانشاهده الآن من جرائم قتل ناس أبرياء بين الشباب سواء زملاء او أشقاء او اصدقاء، بالاضافة إلى أشخاص مقربة ويحدث فى العائلات أيضا.

ويقول “أحمد س” موظف يعمل بأحد المصالح الحكومية، يبلغ من العمر 50 عاما إن المجتمع حاله تغير خلال الفترة الأخيرة ونشاهد يوميا سلوكيات وتصرفات غير طبيعية من الشباب والفتيات ، ونجد فى تعامل الـعـديـد مـن المراهقين والأطفال او الشباب الصغير قلة احترام وعدم تقديرللكبيرأو المُدرس ، كذلك التعامل مع من يكبرهم فى العمر، فضلا عن تصرفات الفئات الأخرى ومنها سائقى السيارات الأجرة والميكروباص والذى يشعر الكثير منهم بانهم فوق القانون وفـى استطاعتهم فعل ما يشاءون دون ردع او عقاب ونرى ذلك فى الشارع يوميا.

وأرجع”احمد” فى مداخلة مع “الموقع” تراجع الأخلاق وزيادة اعمال العنف والبلطجة فى الشارع إلى التقصير فى التربية والتنشئة السليمة للأطفال فى الصغر، وبالتالى يخرج لنا جيل معدوم الأخلاق فاسد حاقد على المجتمع، موضحا أننا تربينا فى الصغر على الـقـيـم والمـــبـــادئ والـتـعـالـيـم الدينية، على الرغم من وجود بعض المظاهر المخالفة لأخلاق المصريين إلا أنها حـالات شـاذة لا تعبر عن أخـلاق وقيم الجميع، وهى مازالت موجودة فى القرى والنجوع بالمحافظات والاقاليم.

وتقول “هند” ح والتى تعمل بأحد مراكز الاتصالات ، إن المجتمع المصري مازال الخير موجود به وهناك الكثير من الشعب المصري يتسم بالشهامة والمروءة والجدعنة، على الرغم من انتشار اعمال العنف والبطجة والسلوكيات غير سليمة، مضيفة أنها تشاهد بعض هذه النماذج من خلال عملها خاصة انها تتعامل مع الجمهور بشكل مباشر، ولكن بنسبة قليلة، موضحة أنه بالفعل انتشرت فى الآونة الأخيرة تصرفات غير أخلاقية وسلوكيات لم نعتاد عليها فى الصغر ولكن هناك عوامل أدت إلى ظهور هذه التصرفات منها عدم وجود تربية صحيحة من الأسرة، فقدان الطفل اوالشاب النموذج الخلوق او القدوة ولم يجد أمامه إلا التليفزيون وسط غياب الأب او الام ليكون الفنان فلان هو قدوته ويقوم بتقليد بعد التأثر به

نرشح لك: الشيطان الأبيض في شوارعنا.. لماذا عجز مجلس النواب في مواجهة الشابو؟

وتابعت فى مداخلة مع “الموقع” أن الكل مسئول عما وصل إليه المجتمع من انحدار الأخلاق والانفلات السلوكى للعديد من الناس “الأسرة، المدرسة،المسجد، الكنيسة، وسائل الإعلام، الدولة”، قائلة: أن الشخص المحترم يجبرالجميع على احترامه حتى لو كانوا أصحاب سلوكيات سيئة، فالاحترام والأخلاق والقيم الانسانية هى طرق نجاح واستقرار وامان المجتمعات.

وأكدت أن أفلام السينما والمسلسلات الدرامية التى تحتوى على عنف وبلطجة وانحلال أخلاقى ومـواد بذيئة لها تأثيرعلى أخلاق وسلوكيات الأطفال والشباب سواء الأولاد أو البنات وفى النهاية ادت أيضا إلى تدهور الأخلاق وتدنى القيم المجتمعية التى نشاهدها فى الشارع الآن.

من ناحيته يقول الدكتور محمد يوسف أخصائي نفسى، إن المجتمع المصري يعيش فى حالة من انعدام القيم الأخلاقية والانسانية خلال الفترة الأخيرة، نتيجة لعدم وجود القدوة أو المثل الايجابي، وحل محله اعمال ودراما فنية تحث على العنف وأعمال البلطجة من قبل الفنانين وصناع السينما والاعمال الفنية والدرامية، خاصة بعض قيام عدد من الممثلين أو الفنانين فى العمل الدرامي بحمل الأسلحة البيضاء ى مشهد بلطجى ويقوم بذبح وقتل بعض الشخصيات فى المسلسل وفى الأخر هو البطل والفائز، وأصبح أن عدم وجود القدوة ادى إلى تدني الأخلاق والقيم وبدأت مفاهيم الصحح والخطأ تختل، وأصبح القدوة هو البطجى، المجرم الفاسد، السارق،تاجر المخدرات وبالتالى كل هذه عوامل تؤثرعلى الأجيال.

وأضاف “يوسف” فى تصريحات لـ”الموقع” لأن غياب دور الأسرة فـى تربية الأبـنـاء خلال الفترة الأخيرة وانشغال رب الأسرة بكسب الأموال لتلبية متطلبات الأسرة عـامـل مهم فى انـحـراف سلوكهم مـا يترتب عليه انتشار حـالات التحرش والجرائم المختلفة وعــدم الالــتــزام بالنظام والــقــوانــين وغـيـرهـا مــن مظاهر الانــــحــــراف.

وتابع إلى أن هناك عامل ايضا يمثل خـطـورة كبيرة هـو “منصات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا ومـا تحويها من لغة مبتذلة ومــواد هابطة، بالإضافة إلى الأعمال السينمائية والدرامية التى غاب عنها الإحترام على عكس الماضي، وأصبحت تشجع على الانحراف تحت شعار نقل الواقع، فالمجتمع ٦٠ ٪منه شباب يتأثرون بما يشاهدونه دون وجود القدوة والمثل الأعلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى