أراء ومقالاتالموقع

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» إصلاح التعليم يحتاج لرؤية شاملة «1»

تفاءل المصريون خيرا بالقرارات الجديدة التى اتخذها وزير التعليم الجديد، فيما يتعلق بتخفيف العبء عن طلاب الثانوية العامة، من خلال جعل بعض المواد خارج إطار المجموع، مثل اللغة الثانية أيا ما كانت، وكذلك مادة الجيولجيا، والمواد الفلسفية أيضا، رغم اعتراض بعض أولياء الأمور على هذه الإجراءات.

وحسب رأيهم أن الوزير عبد اللطيف لم يطرح هذا الإجراء قبل تنفيذه على الرأى العام، خاصة من يهمهم الأمر وهم أولياء الأمور وكذلك الطلبة، الذين يعتبرون هذه المواد هى مواد مجموع ، ويستطيع الطالب من خلالها التعويض فى الدرجات، إذا ما أخفق ولم يستطع تحصيل درجات كما ينبغى فى المواد الأساسية مثل، اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والكيمياء والفيزياء وخلافه.

إن تطوير منظومة التعليم قبل الجامعى تحتاج لرؤية استراتيجية شاملة، لاتعتمد على شخص الوزير فحسب، ولكن ينبغى مشاركة كل أطياف المجتمع المدنى من المثقفين والتربويين والمعلمين، ويأتى فى القلب منهم الطلبة وأولياء الأمور، المعنيين بقضية التعليم، لأنه فى الغالب القرارات الفردية الفوقية، حسب فهمنا لايجانبها الصواب فى أحيان كثيرة، أثمن حماس الوزير عبد اللطيف طبعا وأحييه على قراره بخفض مواد الثانوية العام إلى 5 مواد أساسية، حتى لو اختلف معه أولياء الأمور، وأحييه أيضا على زيادة أيام العام الدراسى، فلا يليق أن يكون العام الدراسى فى مصر 118يوما بينما فى الأردن 190يوما، وفى اليابان 200يوم، وفنلندا 220 يوما، وسنغافورة 198 يوما، أما عن مشكلة كثافة الفصول التى وصلت فى بعض المدارس الابتدائية إلى 160طالبا فى الفصل الواحد .

وفى تصورى إذا نجح الوزير عبد اللطيف فى القضاء على هذه المشكلة فإنه يستحق أن نرفع له القبعة، وفى اعتقادى أن هذه المشكلة يمكن حلها، ببناء العديد من المدارس الجديدة، خاصة للمرحلة الابتدائية اللى فيها كثافة الفصول مرتفعة و”معجنة” بالإضافة لاستغلال الحجرات المغلقة والمخازن وأسطح المدارس، ومراكز الشباب القريبة من هذه المدارس لشغلها بتلاميذ هذه المرحلة، وأناضد تعدد الفترات ، وممكن أقبل ده فى بداية إيجاد حلول للمشكلة ، كإجراء مؤقت، وعدم الاستمرار فى هذا الحل غير المنطقى طول العمر، لأنه يخصم من الأهداف المرجوة لتطوير منظومة التعليم، وأولها إطالة زمن اليوم الدراسى وليس العكس، أضف إلى ذلك زيادة معدلات الإنفاق على التعليم، كما تفعل دول كثيرة مثل فرنسا والمانيا وفنلندا وتركيا ودول الخليج، وعيب أوى أن معدلات الإنفاق على التعليم فى بلادى، لاتصل للنسبة التى أقرها الدستور وهى 4٪ من الناتج المحلى القومى ، والمفروض كمان تزيد بمعدلات كبيرة عن هذه النسبة المخجلة.

أيضا غياب المراقبة والمتابعة على المدارس والادارات ، وإن وجدت فهى روتينية وشكلية، وليس لها أى أثر أو مردود على تطوير المنظومة التعليمية، والأهم من هذا كله وقف الهدر لمليارات الجنيهات التى تنفق على طباعة الكتب المدرسية التى لايقرؤها أحد من الطلاب، ويكتفون فقط بالكتب الخارجية والملازم والدروس الخصوصية، ناهيك عن عشرات المليارات التى أنفقت على التابلت، بدون فائدة، ثم العودة مرة أخرى للامتحانات الورقية فيما يخص منظومة الثانوية العامة، وللحديث بقية..

اقرأ ايضا للكاتب

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» الصعيد والأقصر وإسنا ياريس !

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» ننتظر حزمة حماية جديدة ياريس

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» قراءة متأنية لأحداث الحج الأخيرة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى