الموقعتحقيقات وتقارير

” أم المقاتلين الشهداء ” و” رائدة العمل التطوعى” … تعرف على أول نائبات فى البرلمان بعد ثورة 23 يوليو

 

كتبت- سمر المغربى

ومع ثورة 23 يوليو 1952 بدأت مصر فصلًا جديدًا من تاريخ الحياة النيابية بعد تحولها من النظام الملكى إلى النظام الجمهورى والعودة إلى نظام المجلس ذو الغرفة الواحدة بإنشاء مجلس الأمة الأول عام 1957 بمقتضى دستور 1956 والذى تحول إلى مجلس الأمة للجمهورية العربية المتحدة بالتعيين عام 1960 حتى عام 1961 ليتشكل مجلس الامة الثالث عام 1964 بمشاركة نسائية ملحوظة .
شهد عام 1957 أول تمثيل للمرأة تحت القبة البرلمانية في مصر والموطن العربى، وكان ذلك بعد أن مُنِحت المرأة المصرية حق الترشح والتصويت في دستور 1956.
بدأت الحياة البرلمانية للمرأة المصرية عام 1957، وحصلت النائبتين راوية عطية وامنية شكري على مقعدين لأول مرة في تاريخ مصر.

“النائبة راوية عطية”

راوية عطية أول نائبة مصرية فى البرلمان بعد الثورة ، فوالدها من الرواد الأوائل في العمل السياسي، وهو شمس الدين عطية، الذي عمل سكرتيرا عاما لمحافظة الغربية ؛ وكان صديقا حميما للنحاس باشا فتشبعت إبنته راوية بالجو السياسي، خصوصا بعد أن اعتقل والدها وسجن.
دخلت راوية مدرسة الأميرة فوزية الثانوية في سن العاشرة ، و حرصت راوية على الاشتراك في كل مظاهرة قامت بها المدرسة ضد الاستعمار، وفى إحدى المرات أصيبت برصاصة وحملتها هدى شعراوي. على ذراعها لتداوي جراحها وكان ذلك العام 1936 بعد توقيع معاهدة 1936 مباشرة ؛ وبالرغم من حصولها على الثانوية العامة شعبة علمي إلا أنها التحقت بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم تاريخ.

عملت بعد تخرجها بالصحافة لمدة 6 سنوات، وتدربت على يد الكاتبين الكبيرين الراحلين مصطفى وعلي أمين، وبعد عملها بالصحافة حصلت على دبلوم كلية التربية، وعلم النفس عام 1949 ثم دبلوم صحافة عام 1951، ودبلوم في الدراسات الإسلامية.

رشحت نفسها عام 1957 فى الإنتخابات البرلمانية عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حق المرأة في الانتخاب، والترشيح في دستور عام 1956 .

وبالفعل نجحت راوية عطية في الانتخابات البرلمانية وبذلك تصبح أول امرأة تدخل البرلمان المصري في 14 يوليو 1957 ؛ بالرغم من أن مجلس الأمة 1957 لم يستمر سوى فترة وجيزة، وكان برئاسة الراحل عبداللطيف بغدادي عضو مجلس الثورة.

لُقبت راوية عطية بـ ” أم المقاتلين الشهداء ” ، حيث أنشأت جمعية نسائية لرعاية أسر المقاتلين والشهداء. وقال عبدالناصر عنها في ذلك الوقت ” لقد آمنت بكفاح المرأة المصرية من كفاح السيدة راوية عطية “
قامت راوية عطية بدور بارز في حرب العراق والكويت حيث قامت بدورات إسعاف وتمريض ودورات دفاع مدني للسيدات الكويتيات اللاتي حضرن من الكويت وأرسلت مع السيدات الهدايا إلى الجنود في حفر الباطن وإلى الجنود الكويتيين، وأرسلت رسائل أطفالهن إليهن في الجبهة.

 

“النائبة أمنية شكرى”

أمنية شكري هي أول نائبة في البرلمان المصري بعد أول انتخابات جرت بعد دستور 1956، وهي من مواليد الإسكندرية، “هوايتها مساعدة الفقراء والمحتاجين”.

قامت شكرى بتأسيس جمعية صديقات الطفولة في عام 1930 وكان نشاط الجمعية عبارة عن ” حماية ورعاية الأطفال اليتامى وقسم داخلي، مشغل لخدمة بنات المنطقة لتعليمهم حرفة، حضانة للأطفال من سن 3 سنوات إلى ما قبل المدرسة، مصنع للسجاد، تقديم وجبة غذاء لأطفال الحي الملتحقين بالجمعية، شاطئ خاص لأطفال الجمعية بمصطفى كامل”.

واستغلت أمينة هذا النشاط، وفازت برفقة النائبة راوية عطية بمقعد البرلمان في أول انتخابات جرت بعد دستور 1956، حيث حجزت مقعدها في مجلس الأمة .

وقدمت أمينة شكري في البرلمان اقتراحات لتقييد الطلاق، وضرورة توزيع وجبات غذائية للتلاميذ واستمرت فى عضويتها،و شاركت ” شكري” فى اعتصام السيدات اللاتي قررن الاعتصام في دار نقابة الصحفيين والإضراب عن الطعام في مارس ١٩٥٤، في كل من القاهرة والاسكندرية، للمطالبة بحقوق المرأة في الانتخاب.

وكتب عنها الكاتب الراحل أحمد رجب مقال قائلًا “أمينة قضت عمرها كله تزرع الحب في نفوس الأطفال الذين ترعاهم وتنتصر للحب دائما في كل مكان وتتخذه شعارا لحل المشاكل وتخفيف الآلام الإنسانية، حتى المعركة الانتخابية التي خاضتها كان شعارها فيها الحب، فكانت تجمع أطفالها الذين ترعاهم في جمعيتها وتسير معهم في الشوارع وهم يهتفون ماما أمينة”.

نرشح لك

برلمانى بالشيوخ: ثورة 23 يوليو من النماذج الفريدة والمُعبرة عن الإرادة الشعبية المصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى