أمجد فتحي يكتب لـ«الموقع» عن: «عصافير المؤسسة 1-2»
أثناء أحد التدريبات المتخصصة لإحدى الشركات الاستثمارية بمدينة أكتوبر ، وكان موضوع التدريب الرضا الوظيفي وزيادة الدافعية ، كان هناك سؤال تفاعلي علي المشاركين ماهي أسباب عدم رضاهم عن الوظيفة التي يعملون بها ؟ وكانت إجابه أحد المشاركين أن عدم تحقيق الرضا الوظيفي بسبب العصافير “اللي قاطعين عنا المياه والنور، وهم يحصلون علي كل امتيازات بالشركة من بدلات وامتيازات وسفريات ،مع إننا الشقيانين والتعبانين ولكن لسنا بعصافير”.
فبدأت أبحث عن هذا المصطلح غير الرسمي.
“عصافير المؤسسة” هو مصطلح غير رسمي يُستخدم للإشارة إلى العاملين الذين ينقلون المعلومات أو الأخبار داخل بيئة العمل، سواء كانت هذه المعلومات دقيقة أم مجرد شائعات.
هؤلاء الأشخاص قد يقومون بنقل المعلومات بين الموظفين أو حتى نقلها إلى الإدارة، وغالبًا ما يكون لهذا السلوك تأثيرات سلبية بشكل كبير على بيئة العمل، والمؤسسةهي الكيان المنظم الذي يهدف إلى تحقيق أهداف معينة بواسطة مجموعة من الأفراد يعملون معًا وفقًا لنظم وإجراءات محددة.
يمكن أن تكون المؤسسة حكومية أو غير حكومية، ربحية أو غير ربحية، تعليمية، اجتماعية، اقتصادية، أو رياضية.
ما هي أسباب ظهور “عصافير المؤسسة”؟
1. البحث عن الاهتمام والتقدير: بعض الموظفين يلجأون لنقل المعلومات أو الشائعات ليشعروا بأنهم محور الاهتمام، أو ليعززوا مكانتهم داخل المؤسسة من خلال تقديم أنفسهم كمصادر معلومات موثوقة، وأنهم حريصين كل الحرص علي المؤسسة.
2. الخوف من فقدان العمل: في بعض الحالات، يقوم الموظفون بنقل المعلومات للإدارة في محاولة لكسب رضى المسؤولين وضمان استمراريتهم في العمل.وفي الغالب الأعم يكونوا غير جديرين بوظيفتهم.
3. الرغبة في السيطرة: بعض الموظفين ينقلون المعلومات لتحقيق نوع من السيطرة على زملائهم أو للتأثير على مسار الأحداث داخل المؤسسة.
( الذي يحرك الأحداث ويصنع القرارات )
٤ الرغبة المالية : الغالب الأعم في العصافير يحصلون علي مبالغ مالية (بدل طبيعة عمل ) تفوق زملائهم اومن هم أعلى منهم في الخبرة والكفاءة نتيجة جهودهم في نقل المعلومات عن زملائهم للمديرين. داخل المؤسسة،
ماهو تأثير “عصافير المؤسسة” على بيئة العمل؟
1. خلق جو من عدم الثقة: عندما يدرك العاملون أن هناك “عصافير” تنقل المعلومات، يمكن أن يتسبب ذلك في خلق جو من الشك والريبة وعدم الثقة بين العاملين، مما يؤثر على الروح المعنوية والعمل الجماعي بها.
2. تشويه الحقائق: نقل المعلومات بشكل غير دقيق أو مبالغ فيه يمكن أن يؤدي إلى تشويه الحقائق، مما يؤدي إلى قرارات غير مبنية على معلومات صحيحة.
3. زيادة التوتر: وجود “عصافير” في المؤسسة يمكن أن يزيد من مستوى التوتر بين الموظفين، حيث يشعرون بأن كل ما يقولونه أو يفعلونه قد يصل إلى إدارة المؤسسة أو الزملاء الآخرين بشكل غير لائق.
4. الإضرار بالخصوصية: “عصافير المؤسسة” يمكن أن يتسببوا في انتهاك خصوصية زملائهم من خلال نقل معلومات شخصية أو مهنية دون موافقة الطرف المعني، عن طريق التسجيلات بالموبايل أو السماعات البلوتوث اوالساعات الذكية.
كيف يمكن للمؤسسة التعامل مع “عصافيرها؟
1. تعزيز الشفافية: عندما تكون المعلومات المهمة متاحة بشكل مفتوح وشفاف لجميع العاملين، تقل الحاجة إلى “العصافير” لنقل الأخبار أو المعلومات.
2. بناء الثقة: يجب أن تركز الإدارة على بناء الثقة بين جميع أفراد المؤسسة من خلال خلق بيئة عمل تعتمد على الاحترام المتبادل والتواصل المفتوح.
3. التوجيه والتدريب: من خلال تقديم برامج تدريبية تركز على مهارات التواصل الفعّال، يمكن تقليل الحاجة إلى نقل المعلومات بشكل غير رسمي.
4. وضع سياسات واضحة: يمكن أن تساعد السياسات والإجراءات الواضحة في الحد من انتشار الشائعات ونقل المعلومات غير المصرح بها، مع تطبيق عقوبات مناسبة في حال انتهاك هذه السياسات.
الخلاصة
“عصافير المؤسسة” قد يكونون مصدرًا للمعلومات، ولكنهم في الغالب مصدرا للاضطراب والتوتر داخل بيئة العمل، ولكن من خلال تعزيز الشفافية وبناء بيئة عمل قائمة على الثقة والاحترام، وتطبيق لوائح العمل علي الجميع دون تفرقة وتمييز يمكن للمؤسسات تقليل تأثير هؤلاء الموظفين السلبيين، وتحسين بيئة العمل بشكل عام.
أمجد فتحي، باحث في مجال حقوق الإنسان