أكثر من 20% من الحالات تقع بها.. ما سر ارتفاع معدلات الطلاق في سنة أولى زواج؟ «ملف الموقع»

التعبئة والإحصاء: 269.8 ألف حالة طلاق عام 2022 بواقع حالة كل 117 ثانية
راندا فارس: ارتفاع نسب الطلاق سبب إطلاق المشروع للحفاظ على كيان الأسر المصرية و نستهدف جعل «مودة» متطلب توثيق زواج
سنة حاسمة ومن أصعب السنوات ويرتفع بها معدلات الطلاق وقريبًا إطلاق مشروع «سنة أولى زواج» لتدريب الزوجين خلال السنة الأولى
الشيخ العواري: إدعاء العروسين أخلاقاً ليست فيهما فإذا تم الزواج انكشف المستور ونشبت الخلافات
بعد تجهيزات عديدة ومعارك قائمة المنقولات الزوجية والشبكة والفرح، رحلة صعبة يخوضها العرسان في مصر نتيجة للغلاء وتدخلات الأهل، فبعد سنوات خطوبة من يستطيع أن يمر بكل هذه المشاكل ويدخل عٌش الزوجية يعد بطلا أو جمعهما قصة حب و تضحيات قوية، إلا أن الخلافات التي تشهدها سنة أولى زواج تأتي لتهد هذه الجدران التي كان بنيانها من البداية هشًا إما لحب زائف والتجمل في مرحلة الخطوبة أو لصعوبة التفاهم فتغلب المشكلات قدرتهما على الحفاظ على الرباط المقدس، فتتفكك الأسرة مع أول مشكلة وتعود العروس إلى منزل أبيها محملة بحسرة وخيبة أمل، حاملة لقب «مطلقة» فما سبب وقوع حالات الطلاق في سنة أولى زواج، هذا ما يناقشه «الموقع» في التقرير التالي …
ومن هذا المنطلق بأرقام مخيفة، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تسجيل مصر حالة طلاق كل 117 ثانية عام 2022، مقابل حالة زواج كل 34 ثانية، ومولودًا كل 14 ثانية.
وكشف التعبئة والإحصاء أن عدد حالات الطلاق في مصر سجل 269.8 ألف حالة عام 2022، مقابل 254.8 ألف حالة طلاق عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 5.9%، وبلغ متوسط عدد حالات الطلاق في الشهر 22.5 ألف حالة عام 2022، وفي اليوم 739 حالة، وفي الساعة 31 حالة، وحالة طلاق كل 117 ثانية، أي أقل من دقيقتين.
نرشح لك : مع الظروف الاقتصادية ارتفعت التكاليف فارتفعت نسبة الزواج العرفي..وعلماء: زنا بالإجماع
وأشار المركز إلى أن القاهرة جاءت أيضا في مقدمة أعلى 10 محافظات من حيث عدد حالات الطلاق خلال عام 2022، لتسجل 57.2 ألف حالة، والإسكندرية 26.3 ألف حالة، والجيزة 24.1 ألف حالة، والشرقية 19 ألف حالة، والدقهلية 17.7 ألف حالة، والقليوبية 14.2 ألف حالة، والغربية 13.5 ألف حالة، والبحيرة 13 ألف حالة، والمنوفية 8.4 ألف حالة، والمنيا 8 آلاف حالة.
وفي سياق متصل، أشارت نتائج بحث أجراه المركز القومي للبحوث الاجتماعية بعنوان “الطلاق المبكر ظاهرة تؤرق المجتمع”، حول دوافع الطلاق المبكر أسبابه إن أعلى معدل لاستمرار الحياة الزوجية في حالات الدراسة يتراوح بين 4 إلى 5 سنوات لعدد 28% من الحالات, في حين أن عدد الحالات التي استمر زواجها عاماً واحداً بلغ 20% من الحالات، وأن عدد الحالات التي استمر زواجها عامين بلغ أيضا 20% من حالات البحث, كما تبين أن هناك 18% من الحالات استمر زواجهما لمدة ثلاث سنوات.
وفي دراسة بعنوان دراسة بعنوان: «الطلاق المبكر في مصر: الأسباب – التداعيات – سبل المواجهة»، صادرة عن التعبئة العامة والإحصاء عن جذور المشكلة لفتت إلى أن نصف حالات الطلاق في مصر تقع بشكل مبكر في السنوات الأولى للزواج خاصة في السنة الأولى.
ومن جانبه أشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن 38% من حالات الطلاق تحدث في أول ثلاث سنوات، و15% في السنة الأولى وذلك حسب أخر إحصائية عام 2018.
قال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد أصول الدين الأسبق، إن قوام العلاقة الزوجية هو الاختيار الصحيح وألا تغلب فيها العواطف جانب التعقل وأن تعود الفتاة في اختيارها إلى الوالدين لأنهم ينظرون إلى المستقبل نظرة صاخبة.
وأضاف عميد أصول الدين لـ «الموقع»، أنه يجب على العروسين عدم ادعاء أخلاقاً ليست فيهم فإذا تم الزواج انكشف المستور ونشبت الخلافات التي تنهي العلاقة لأنها لم تقم على أساس سليم من الصدق والشفافية، وألا تترك الأسرة الفتاة أثناء فترة الخطوبة دون ضوابط الشرع من عدم الخلوة بها، حتي لا يكون له عواقب وخيمة إذا ما وقع الزواج.
ومن جانبه، قالت راندا فارس، مدير المشروع القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية مودة، إن جميع محافظات مصر حضر وريف و قرى ونجوع، تعاني ارتفاع نسب الطلاق، وكان هذا هو الدافع وراء إطلاق المشروع القومي «مودة» للحفاظ على كيان الأسر المصرية وأصبح يستهدف جميع المحافظات لرفع الوعي بها.
نرشح لك : الزيادة السّكانية شَبح يلتهم الموارد المصرية.. «الموقع» يوضح الأسباب والحلول
وأضافت مدير المشروع القومي «مودة»، أن الوزارة تستهدف خلال الفترة المقبلة جعل «مودة» متطلب توثيق زواج، خاصة بعد إطلاق تدريب مودة للمخطوبين وتقديم المشورة لهم.
وأشارت فارس إلى أن هذا ما تنفذه الكنيسة بالفعل إلزاميًا للمٌقبلين على الزواج، فلا تتم الزواج إلا بعد التأكد أنهما يصلحان لبعض، وهذا ما نسعى إلى تطبيقه من خلال جعل مودة متطلب توثيق الزواج.
وفي النهاية، أوضحت أنه سيتم إطلاق مشروع «سنة أولى زواج» خلال الفترة المقبلة، وخاص بتنفيذ تدريبات للزوجين خلال السنة الأولى لكونها سنة حاسمة ومن أصعب السنوات ويرتفع بها معدلات الطلاق.
ويذكر أن، هذه القضية كانت ضمن الملفات التي ناقشها الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وانتهت المناقشات إلى عدة توصيات منها عقد دورات تدريبية و تأهيلية للمقبلين على الزواج، حفاظاً على استقرار البيوت الجديدة وتقليلاً لنسب الطلاق التي تقع يومياً، وبلغت معدلات مرعبة، حيث أصبح الانفصال كابوساً يراود الفتيات قبل الزفاف خشية من مستقبل مجهول يصاحبه لقب «مطلقة».