كتبت- حنان حمدتو
يعد طلعت حرب أحد رموز الإقتصاد الوطنى ، وتميز تجربته ومعجزته جاء من داخل قوة الزمن الذى عاش فيه ، فقد كانت مصر تحت إحتلالين فى وقت واحد إنجليزى وعثمانى ، وكانت البنوك الأجنبية تسيطر على إقتصاد مصر بالكامل فأضطرت الحكومة المصرية إيداع أموالها بالبنك الأهلى الذى كان أجنبياً آنذاك .
بدأ طلعت يدعو المصريين للإكتتاب لإنشاء أول بنك مصرى وإستدعاه المستشار المالى الإنجليزى وقال له :”كنتُ أظنك رجلاً عاقلاً، هل تتصور أن المصريين يستطيعون أن يديروا بنكاً؟ إنها صناعة الأجانب وحدهم.. أنصحك أن تُشرك معك بعض الأجانب لتعطى المصريين شعوراً بالثقة فى هذا البنك”.
فأجابه طلعت حرب بكل هدوء:” لقد قررتُ أن يكون البنك مصرياً مائة فى المائة حتى نعفيكم من مشاركتنا فى الفشل”.
سافر حرب إلى القرى والنجوع يدعو لبنك مصر وقابله المواطنين بالسخرية والإستهزاء فى أحيان كثيرة ولكنه لم ييأس ، وتمكن أن يقنع مائة وستة وعشرين من المصريين الغيورين بالإكتتاب لإنشاء البنك الذى تم إفتتاحه فى عام 1920.
وخلال 19 عام تحققت المعجزة وتأسس بنك مصر واشترى خلال هذه السنوات القليلة نحو 40 شركة ومصنعاً فى جميع المجالات بدأ بالمطبعة ثم السياحة والمحالج والغزل والنسيج والصباغة والطيران والنقل والألبان والجلود والدباغة والمناجم والمحاجر والبترول والمستحضرات الطبية والتجميل وغيرها، كلها حملت اسم مصر .
والجدير بالذكر هو محمد طلعت حسن محمد حرب أخد لقب باشا ولد فى القاهرة 25 نوفمبر سنة 1867 وتوفى فى القاهرة 13 اغسطس 1941 .
نشر كتابه علاج مصر الإقتصادي سنة 1910 ، وأخذ على عاتقه محاربة الإحتكار الاجنبي للشئون الماليه و الإقتصاديه فى مصر وأنشئ شركات كثيره و أسس بنك مصر وتم إفتتاحه 7 مايو 1920 برأس مال و خبره مصريه خالصه.
و بيعتبر البنك من معالم النهضه الإقتصاديه فى مصر، وأسس أيضا حرب شركة مصر للطيران و شركة مصر للطباعه، و شركه بيع المصنوعات المصرية و شركات لحلج الاقطان و نسج الحرير و السينما و الكيماويات و الأدويه و التأمين و الملاحه و النقل البحري ، ثم تحولت الشركات للقطاع العام سنة 1959.
