أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ«لموقع» البقعة “المنورة” على الخريطة

الكلمة الإنسانية التى ألقاها المهندس طارق حمود النعمانى سفير الشباب اليمني بالمجلس العربي الأفريقي للتكامل والتنمية فى الجلسة النقاشية التى حملت عنوان “المسؤولية الدولية في إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات” بمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ ، لم تكن مجرد كلمة عابرة فى جلسة نقاشية مهمة وحسب ، بل كانت بمثابة ناقوس الخطر لتنبيهنا بضرورة أن نحافظ على بلدنا “مصر” وأن نحمد الله على نعمة الأمن والأمان والإستقرار التى تميزنا الآن عن الكثير من الدول العربية التى كانت الى وقت قريب “دول كبرى” بكل ما تحمله الكلمة من معنى بل كان لها وزنها ومكانتها على المستوى الإقليمي والعالمى على حد سواء .

وكأن المهندس الحمود قد وضع يده على ” الجرح” وفتح “دمل” ممتلئ فجاءت كلماته موجعة وهو يصف بصدق شديد هذا الحال “المايل” الذى أصبح عليه اليمن الآن ، فعلى الرغم من قوله فى بداية كلمته أنه جاء الى المنتدى من بلده الذى وصفه بـ”اليمن السعيد .. بلد العسل والبن” ، إلا أن ما ذكره من إحصاءات وبيانات صعبة وقاسية عن حجم الخسائر التى تكبدها اليمن حتى الآن جعلتنى على يقين من أن اليمن لم يعد “يمناً سعيداً” و أن شعبه لم يعد بمقدوره الأن تذوق طعم “العسل” ولا رائحة “البن” بعد أن اغتالت الصراعات الداخلية كل شئ جميل ودهست تحت أقدامها حضارة “سبأ” .. فعلى مدى ٧ سنوات تغير وجه الحياة بالكامل بل ربما لم تعد هناك حياه أصلاً ، حيث بلغ عدد النازحين قرابة الأربعة ملايين نازح يعيشون أسوأ ظروف اقتصادية وصحية ، الأمر الذى دفع الأمم المتحدة لأن تصنفه بأسوأ كارثة إنسانية مرت على العالم ، فكل ٩ دقائق يموت طفل يمنى نتيجة الفقر وسوء التغذية .

لم أندهش وانا استمع الى المهندس طارق حمود النعمانى وهو يناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن يشمل الشباب اليمنى برعايته الكريمة ، فكعادته دائماً تجاه الأشقاء العرب ، رحب السيد الرئيس بطلب الشاب اليمنى مؤكداً الرفض المصري التام للتدخلات الخارجية باليمن ووصفها بأنها لعبت دوراً محورياً في إسقاط الدولة هناك ، مشيراً الى أنه يضع إمكانات مصر وخبراتها أمام اليمن الشقيق لمساعدته على تخطي مرحلة التعافي وإعادة الإعمار والبناء والتنمية.

على الرغم من أن ما قاله سفير الشباب اليمنى أوجع القلوب ، و”قلٌب المواجع” على الكثير من الشباب العرب المشاركين فى المنتدى وخاصة هؤلاء الذين سقطت بلدانهم فى “وحل” الصراعات الداخلية والانزلاق فى مستنقع التدخلات الخارجية ..

إلا أنه فى نفس الوقت جعلنى أتذكر على الفور تلك المقابلة التليفزيونية للخبير الاستراتيجى اللواء د.سمير فرج التى كانت منذ بضعة أيام فى قناة “إم بى سى مصر” مع الاعلامى عمرو أديب ، فقد اختتم هذا اللقاء بعرض خريطة للوطن العربى وأشار بشكل سريع الى المشاكل والازمات التى تعيشها الغالبية العظمى من الدول العربية الآن، وعلى وجه الخصوص العراق التى ظهرت على الخريطة مظلله باللون الرمادى وكرر نفس الكلام عن سوريا واليمن وليبيا ولبنان فظهرت الخريطه وهى شبه مظلمة ولكنه فى نفس الوقت حرص على أن تظهر مساحة مصر فى شكل بقعة مضيئة وسط هذا الظلام ، واختتم اللقاء بقوله “شوفوا مصر منورة ازاى .. ياريت نحافظ عليها”
ملحوظة:

من يريد التأكد من قيمة “الدولة” التى منحنا إياها الله سبحانه وتعالى وأهمية ما تقوم به القيادة السياسية من أجل قيام الجمهورية الجديدة على أسس راسخة ، عليه أن يمعن النظر جيداً فى هذه الخريطة الموجودة على اليوتيوب ، فسوف تخطف عينه بقعة الضوء “المنورة” التى تشع من مساحة مصر بالكامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى