هل اتخذت قراراً ذات يوم وحينما بدأت في تطبيقه على أرض الواقع اكتشفت أنه «غير منطقي» وأنه ضد طبيعة النفس البشرية.. وهل فكرت بينك وبين نفسك في الاستماع لصوت العقل وقمت بتغيير هذا القرار أو حتى تعديل صياغته بالشكل الذي يجعله «منطقياً».
حينما تعيش هذه التجربة تأكد من أنك سوف تحقق نتائج مبهرة.. فهكذا كان نفس الشعور الذي عاشه من قبل ملك «عادل» كان يعيش في أحد العصور القديمة حينما أراد ألا يكون في مملكته أغنياء بدرجة كبيرة وفقراء بدرجة كبيرة فأصدر قراراً يقضي بمنع النساء من ارتداء الزينة والمجوهرات وخواتم الذهب في الشارع ولكنه حينما بدأ تطبيق هذا القرار فوجئ بعدم التزام النساء بهذا القرار ضاربين به عرض الحائط.. فجاءه رجل «حكيم » لمناقشة الأمر وكان الملك مهموماً وفى حيرة شديدة وقال له ماذا أفعل؟ إذا ألغيت القرار فسيكون موقفي «سيئ » أمام الشعب وإذا تمسكت برأيي سيكون موقفي «أسوأ» في ظل حالة عدم الالتزام به.. فقال له الحكيم لا تلغى القرار ولكن يمكنك تغيير صيغته ليتناسب مع النفس البشرية وبالفعل تم تعديل صياغته ليصبح « منع السيدات الجميلات من ارتداء المجوهرات لأن الجميلات بطبيعة الحال لا يحتجن إلى الزينة ومسموح فقط لغير الجميلات بارتداء الزينة» .
وبالفعل بعد صدور القرار بهذا الشكل لم تظهر أي سيدة في الشارع مرتدية الذهب والمجوهرات فقد كانت كل سيدة ترى نفسها أنها «جميلة» وبالتالي التزمت جميع النساء بهذا القرار الذي كن يرونه من قبل قراراً غريباً وغير منطقي.
هكذا هو حال النفس البشرية في كل مكان وفي كل زمان .. وهو ما يتطلب من أي شخص سواء كان رئيس عمل أو حتى رب أسرة أن يفكر جيداً قبل اتخاذ أي قرار وذلك بأن يختار الشكل المناسب والطريقة التي تجعل تنفيذه سهلاً وبدون أية مشاكل أو« وجع دماغ» .
اقرأ ايضا للكاتب
أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» ما حيلتهومش اللضه!!
أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» عن شُرابة الخُرج
أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» اللهم إنى صائم
