أستاذ طب نفسي: الأسرة أول مرحلة لتطرف أبنائها
كتبت أميرة السمان
قال الدكتور أمجد جبر، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن الأسرة تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل شخصية الأطفال وتوجهاتهم النفسية، مؤكدًا أن التطرف، بجميع أشكاله، غالبًا ما يكون له جذور في البيئة الأسرية التي ينشأ فيها الفرد.
وأوضح جبر، أن “التطرف فعلاً يبدأ من الأسرة؛ فإذا كان هناك شخص متطرف دينيًا أو أخلاقيًا، فإن هذا التطرف قد يمتد إلى جميع الاتجاهات، الأسرة مسئولة عن ذلك، كما يمكن أن يظهر التطرف في مجالات متعددة، وليس فقط في الدين، بل يمكن أن يكون عرقيًا أو مجتمعيًا أو سلوكيًا أو وجدانيًا”.
وتابع أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، قائلًا: “ما الذي يدفع الطفل أو المراهق للانتماء لجهة أخرى غير أسرته؟ إلا إذا كانت أسرته طاردة، بمعنى أن الأب والأم غير متفهمين ولا يقدمون الرعاية اللازمة، فقدان الرعاية الوالدية، خاصة في سن الطفولة المبكرة، يُعد من الأسباب القوية في ظهور التطرف، إذ أن تلك المرحلة هي بداية تشكيل تفكير الطفل وتعامله مع العالم الخارجي”.
وأكمل الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف: “الأب والأم يلعبان دورًا كبيرًا في تقديم نموذج للتعامل مع الآخرين، كلما كان الأهل مرنين، تعلم الطفل كيف يتعامل برفق مع الآخرين ويكتسب مهارات التفاهم والاحتواء، لكن في حالة التطرف، يحدث إقصاء أو إفراط في التصرفات، مما يؤدي إلى سلوكيات متطرفة”.
وأضاف: “النموذج الأسري يمثل الأساس في كيفية التعامل مع الآخرين؛ لذلك فإن دور الأسرة مهم جدًا، يعتقد الكثيرون أن الطفل لا يفهم شيئًا، لكن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل تمثل فترة حساسة، حيث يلتقط كل الصور ويخزن كل المعلومات التي سيستخدمها لاحقًا في حياته البالغة”، جاء ذلك خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، بحلقة برنامج “البيت”، المذاع على فضائية “الناس”، اليوم الثلاثاء.