أراء ومقالاتالموقع

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» عادل إمام..ذكريات وطن

الكتابة عن عادل إمام لا يمكن أن تتوقف هو حاضر دائما مع الجميع صغار وكبار ممكن القول أنه جزء أصيل من تاريخ هذا الوطن على مدار عشرات السنين ظل عادل امام حاضرا في قلوب الجميع، يملأ الحياة بهجة ومرح من خلال المسرح والسينما والتليفزيون، الملايين لعقود كانوا يحتفلون معه في “العيد” حيث ينتظرون عرض فيلمه الجديد وفي مشهد نادر لن ولم يتكرر تغلق شوارع القاهرة بعشرات الآلاف من الجماهير امام دور العرض لمشاهدة أفلام نجمهم المحبوب.

كنت محظوظ انتي اقتربت من هذا النجم الأسطوري، ودار بيننا أحاديث كثيرة وطويلة أستمعت له وتعلمت منه الكثير، هو متابع بامتياز لجميع نواحي الحياة الإجتماعية والسياسية في بر مصر والعالم العربي، ربما يفاجئك بمتابعته الدقيقة لكثير من الأمور، وتجد ذلك حاضرا في أفلامه، هو أكثر الفنانين الذين تم منحهم مساحة لتوجيه النقد للحكومة والبرلمان، أذكر أثناء تصويره فيلم “مرجان أحمد مرجان” للمخرج علي إدريس، ذهبت لزيارته وكان يصور مشهد الدعاية الانتخابية لمرجان و جيهان وحضر عادل امام ودعاني للجلوس معه حتى يتم تحضير المشهد وبمناسبة البرلمان بدأ يتحدث عن أداء أعضاء مجلس الشعب وكان في تلك الفترة حدثت أزمة بين وسائل الإعلام والحكومة وتم منع الصحفيين من حضور جلسات البرلمان بعد التقاط صور لرئيس الوزراء وهو يقوم “بقزقزه” اللب، وجدته يروي لي ضاحكا أنه كان يريد وضع مشهد لمرجان وهو يقوم “بقزقزه” اللب أثناء جلسات البرلمان.

أعتبر عادل إمام كان أكثر جرأة في أفلامه خاصة في توجيه نقد سياسي لازع عنه في حواراته الإعلامية الرسمية التي كانت تحمل قدرا كبيرا من التوازن في الأراء، عادل إمام كان قريبا جدا من “الشارع” وبدرجة كبيرة معظم أفلامه حملت الكثير من هموم وأحلام البسطاء وعامة الشعب، وستجد حاضرة في أفلامه كثيرا من الذكريات والأحداث التي مرت على مصر.

كنت محظوظ أنه منحني قدرا من ثقته رغم انني كنت “صحفي صغير” ليتحدث معي بعيدا عن الصحافة والنشر لازلت أذكر جملته لي ذات مرة “انت صحفي أمين يا أحمد “، كنت محظوظ بمنحي فرصة حضور كواليس عدد من أفلامه وأعتبرها من أهم التجارب لي في الصحافة الفنية دخول بلاتوه لأهم نجم سينمائي مصري وعربي ومشاهدة تفاصيل التصوير معه وكيف يتعامل هذا النجم الاستثنائي مع المخرجين وزملاءه الممثلين هو نموذج للنجم كما يجب أن يكون وهنا يجب أن أشكر الصديقين العزيزين والمخرجين الكبيرين علي إدريس وعمرو عرفه.

شريط من الذكريات الرائعة يمر أمامي وانا أكتب عن عادل امام بالأرقام والتاريخ وكل شيء هو النجم الأهم في تاريخ الفن العربي، وحتى الأن لم يعرف الشارع العربي نجم أستحوذ على قلوب الجماهير من المحيط إلى الخليج مثل عادل إمام، شاهدته خارج مصر مرتين في مهرجان “مراكش” وكيف كان الجمهور هناك يسألنا عنه في أي مكان نذهب إليه عندما علموا بحضوره، والمرة الثانية والأخيرة في معرض “الشارقة” للكتاب عام 2014  أثناء تكريمه هناك، في أي مكان الحب والتقدير لا يختلفان تجاه عادل إمام.

هو الآن اختار أن يبتعد ويتابع من بعيد من حقه أن يستريح، ولكن نظل جميعا نتمنى وننتظر عودته مرة أخرى وأتمنى أن تكون عودته مع معشوقته التي أمتلك أسرار  النجاح والتميز فيها السينما.

أعترف أنني افتقده بشدة على المستوى الفني والإنساني.

اقرأ ايضا للكاتب

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» واحد تاني..ريمونتادا ينقصها الشغف!

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» بطلوع الروح..داعش وأخواتها !

أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» عن فاتن أمل حربي..الدين والقانون في مرمى النيران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى